الأسواق في مهب العاصفة.. بنك إنجلترا يحذر من ...

حذّر بنك إنجلترا، اليوم الأربعاء، من تصاعد المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي في المملكة المتحدة نتيجة الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن المملكة قد تكون عرضة للتأثر بتداعيات تلك السياسات على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.

تأثر بريطانيا برسوم ترامب الجمركية

أوضحت لجنة السياسة المالية التابعة للبنك، في بيان، أن هناك ارتفاعًا في احتمالية وقوع أحداث اقتصادية سلبية، بالإضافة إلى زيادة في حدة تأثيرها المحتمل، وذلك في أعقاب الاجتماع الذي عقدته اللجنة على مدى يومين وانتهى يوم أمس الثلاثاء.

وأضافت اللجنة، أن أي تحول كبير في منظومة التجارة العالمية قد يؤدي إلى إضعاف النمو الاقتصادي العالمي، الأمر الذي ينعكس على النظام المالي، خاصة في دول مثل المملكة المتحدة، التي تُعد من الاقتصادات المفتوحة ذات القطاع المالي الضخم.

اضطرابات الأسواق المالية

شهدت أسواق السندات العالمية، موجة بيع حادة منذ إعلان ترامب عن نواياه بشأن فرض تعريفة جمركية جديدة، وقد انعكس ذلك على سوق السندات البريطانية، حيث ارتفعت عوائد السندات الحكومية بمختلف آجال الاستحقاق، لتصل العوائد طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1998، متأثرة بالقفزة الكبيرة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

كما أعادت اللجنة التأكيد على مخاوفها المزمنة من المخاطر المرتبطة بارتفاع مستويات الدين العام عالميًا، مشيرة إلى أن القلق المتعلق بقدرة الدول على تحمل ديونها، خاصة إذا ترافقت مع زيادات حادة في العوائد وخروج سريع لرأس المال، يمكن أن يتحول إلى أزمة بسرعة.

ورغم أن الأسواق العالمية لا تزال تعمل بشكل منظم، إلا أن اللجنة شددت على أنها تراقب عن كثب الأنشطة عالية الرافعة المالية في الأسواق الأساسية، إلى جانب سوق الأسهم الخاصة، التي قد تكون عرضة للضغط في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

كما أعربت عن قلقها من تراجع التعاون الدولي، محذرة من أن تراجع هذا التعاون قد يقلل من مرونة النظام المالي العالمي في مواجهة الصدمات.

استعدادات بنكية رغم الظروف

أشارت لجنة السياسة المالية، إلى أنها لا تزال واثقة في قدرة البنوك البريطانية على دعم الأسر والشركات، حتى في حال تحققت سيناريوهات اقتصادية ومالية أسوأ بكثير من المتوقع.

وأبقت اللجنة على متطلبات احتياطي رأس المال المعاكس للدورات الاقتصادية عند مستوى 2%، مشددة على أن البنوك تتمتع بملاءة قوية، لكنها ستواصل مراقبة مدى قدرتها على الصمود أمام الصدمات المحتملة.

توقعات قاتمة للنمو

كان بنك إنجلترا قد خفّض في فبراير الماضي توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني لعام 2025 إلى 0.75% فقط، وتستند وزيرة المالية راشيل ريفز إلى توقعات ميزانية تفترض نموًا بنسبة 1%، إلا أن خطط ترامب الجديدة بشأن السياسات الحمائية أثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي أشد حدة.

وسبق للجنة السياسة المالية أن أصدرت تحذيرًا مماثلًا في نوفمبر الماضي بعد فوز ترامب في الانتخابات، مؤكدة حينها أن ارتفاع الحواجز التجارية قد يؤدي إلى انكماش النمو العالمي وتقلبات في الأسواق.