أخبار عاجلة
ساعة قدام.. متى يبدأ التوقيت الصيفي 2025؟ -

بعد انتهاكات موثقة.. كاتبة بريطانية: الدفاع عن إسرائيل أصبح مهمة مستحيلة

بعد انتهاكات موثقة.. كاتبة بريطانية: الدفاع عن إسرائيل أصبح مهمة مستحيلة
بعد انتهاكات موثقة.. كاتبة بريطانية: الدفاع عن إسرائيل أصبح مهمة مستحيلة

في مقال مؤثر نشرته صحيفة آي نيوز بعنوان "إسرائيل أصبحت مستحيلة بالنسبة لي للدفاع عنها" بتاريخ 15 أبريل 2025، عبّرت الكاتبة البريطانية كايت مالتبي عن استيائها العميق من ممارسات جيش الاحتلال وانتهاكاته الفجة، كما اعترفت بصعوبة الدفاع عن إسرائيل في ظل الانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين، خاصة بعد حادثة مروعة كشفت كذب جيش الاحتلال حول مقتل 15 من رجال الإسعاف الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا التحول في موقف كايت، وغيرها من كتاب الرأي في المملكة المتحدة والغرب الأوسع، يعكس تغييرًا أوسع في الرأي العام الغربي، حيث أصبح الدفاع عن إسرائيل، حتى بالنسبة لمن كانوا يرونها يومًا دولة ديمقراطية، مهمة شبه مستحيلة.  

سقوط سردية إسرائيل في الغرب

لطالما حظيت إسرائيل بدعم قوي في بريطانيا، مدعومة برواية تاريخية تصورها كملاذ آمن لليهود بعد قرون من الاضطهاد. إعلان بلفور عام 1917، الذي أيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، شكّل نقطة انطلاق رمزية لهذا الدعم. كما أوضحت كايت مالتبي في مقالها، كان الدفاع عن إسرائيل في الماضي يستند إلى فكرة أنها دولة ديمقراطية محاصرة تواجه تهديدات وجودية من جيرانها. لكن هذه الرواية بدأت تتآكل مع تراكم الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، مما دفع كايت لإعادة تقييم موقفها، خاصة بعد الكذبة الصارخة التي رافقت مقتل رجال الإسعاف في مارس 2025.

وتاريخيًا، اعتمد الدفاع عن إسرائيل على ثلاث ركائز: أولًا، تصويرها كديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط؛ ثانيًا، التركيز على التهديدات الأمنية من الفصائل الفلسطينية أو الدول المجاورة؛ وثالثًا، ربط انتقاد إسرائيل بمعاداة السامية. لكن كايت أشارت إلى أن هذه الركائز لم تعد مقنعة، خاصة عندما تكشف الأدلة، مثل فيديو رجال الإسعاف، تناقض الرواية الإسرائيلية مع الحقيقة.

تحولات الرأي العام

أوضحت كايت مالتبي في مقالها أن تحولها الفكري جاء نتيجة مشاهدة أدلة دامغة، مثل فيديو يوثق مقتل 15 من رجال الإسعاف الفلسطينيين في غزة، مما كشف كذب جيش الاحتلال. هذا الحادث وغيره يعكسان تغيرات أوسع في الرأي العام الغربي، مدفوعة بالعوامل التالية:

انتهاكات موثقة

وثّقت منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، انتهاكات إسرائيلية منهجية، بما في ذلك هدم المنازل، الاعتقالات التعسفية، والحصار على غزة. لكن الحادث الذي أبرزته كايت في آي نيوز، حيث قتل جيش الاحتلال 15 من رجال الإسعاف في تل السلطان برفح في 23 مارس 2025، كان نقطة تحول. الجيش ادعى أن الإسعافات كانت تتحرك "بشكل مريب" بدون إضاءة أو إشارات طوارئ، لكن فيديو من هاتف أحد الضحايا أظهر سيارات إسعاف تحمل إضاءة واضحة وشعارات الهلال الأحمر، مما كشف كذب الرواية الرسمية. هذا الحادث، كما أكدت كايت، جعل تبرير أفعال إسرائيل أخلاقيًا مستحيلًا.

كذلك، استشهدت كايت بحادثة مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة عام 2022، حيث تبيّن أن الرصاصة التي قتلتها أُطلقت من مركبة عسكرية إسرائيلية، رغم محاولات الجيش إلقاء اللوم على مسلحين فلسطينيين. هذه الحوادث تؤكد نمطًا من التضليل، مما يعزز صعوبة الدفاع عن إسرائيل.

2. دور وسائل التواصل الاجتماعي

غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي قواعد نقل الرواية الفلسطينية. كما أشارت كايت، فإن مقاطع الفيديو، مثل تلك التي وثقت مقتل رجال الإسعاف، انتشرت على منصات مثل تويتر (إكس) وإنستغرام، مما سمح للفلسطينيين بمشاركة قصصهم مباشرة. هذه الصور، التي تظهر مدنيين وعاملين إنسانيين تحت النار، قلبت الرواية التقليدية التي هيمنت على وسائل الإعلام الغربية. خلال أحداث مايو 2021 في حي الشيخ جراح، على سبيل المثال، أثارت مقاطع الفيديو موجة تعاطف عالمية، مما جعل الدفاع عن إسرائيل أمام هذه الأدلة تحديًا كبيرًا.

3. تغيير الخطاب الأكاديمي والثقافي

في الجامعات البريطانية، أصبحت القضية الفلسطينية محور نقاش أكاديمي وثقافي بارز. حركات مثل "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (BDS) اكتسبت زخمًا بين الشباب الذين يرون في سياسات إسرائيل شكلًا من الفصل العنصري. كايت أشارت إلى أن هذا التحول جعل من الصعب على الكتاب البريطانيين الدفاع عن إسرائيل دون مواجهة انتقادات حادة. كما أن المنظمات الإسرائيلية مثل "يش دين"، التي وثّقت انتهاكات الجيش، تُظهر تناقضًا بين الادعاءات الديمقراطية لإسرائيل وسلوكها الفعلي، مما يعزز من صعوبة الدفاع عنها.

تحديات أخلاقية وفكرية

واليوم تجد الكاتبة البريطانية، كايت مالتبي، أن الدفاع عن إسرائيل يواجه تحديات أخلاقية وفكرية عميقة. أولًا، هناك تناقض بين القيم الليبرالية التي يتبناها الغرب وسياسات إسرائيل. وأكدت كايت أن مشاهدة معاناة الفلسطينيين، خاصة في ظل أكاذيب مثل تلك التي رافقت مقتل رجال الإسعاف، تجعل هذا التناقض لا يُطاق. كيف يمكن لشخص يؤمن بحقوق الإنسان تبرير قتل مدنيين وإخفاء الحقيقة؟

ثانيًا، قضية معاداة السامية أصبحت أداة مثيرة للجدل. كما لاحظت كايت، يُستخدم هذا المصطلح أحيانًا لإسكات النقد المشروع لإسرائيل، لكن الفصل بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية أصبح أكثر وضوحًا في النقاش العام، مما يقلل من فعالية هذا الاتهام كوسيلة دفاع.

ثالثًا، هناك صعوبة في التوفيق بين الرواية التاريخية التي تقدم إسرائيل كدولة "دفاعية" وبين واقعها كقوة عسكرية متقدمة. كايت أشارت إلى أن القوة العسكرية الهائلة لإسرائيل، إلى جانب أكاذيبها المتكررة، تجعل ادعاءاتها بالأخلاقية غير قابلة للتصديق. على سبيل المثال، قرار حكومة نتنياهو في نوفمبر 2024 بمقاطعة صحيفة هآرتس الليبرالية يظهر تراجعًا عن المبادئ الديمقراطية التي كانت إسرائيل تدعيها.

ردود الفعل السياسية في بريطانيا

في بريطانيا، دعمت الحكومات المتعاقبة إسرائيل تقليديًا، لكن هذا الدعم بدأ يواجه مقاومة داخلية. في حزب العمال، أدت الانتقادات لإسرائيل إلى انقسامات، خاصة خلال قيادة جيريمي كوربين. كايت أشارت إلى أن الشباب البريطاني، بحسب استطلاعات الرأي، أقل تعاطفًا مع إسرائيل، مما يضع ضغطًا على الكتاب والمثقفين الذين يحاولون الدفاع عنها. هذا التحول مدفوع جزئيًا بأحداث مثل مقتل رجال الإسعاف، التي كشفت تناقضات الرواية الإسرائيلية.

وأصبح الدفاع عن إسرائيل، كما أوضحت كايت مالتبي في مقالها بـآي نيوز، مهمة شبه مستحيلة، وفي الأثناء، تساهم الأكاذيب، مثل تلك التي رافقت مقتل 15 من رجال الإسعاف في غزة، إلى جانب الانتهاكات الإنسانية وسياسات القمع، في صعوبة تبرير موقف إسرائيل أخلاقيًا وفكريًا، والصعوبة هنا لا تقتصر على مواجهة الأدلة الدامغة، بل تمتد إلى ضرورة الصدق مع القيم الإنسانية، ما جعل القضية الفلسطينية أعلى من مجرد صراع سياسي، بل اختبار للضمير الأخلاقي، وفي هذا السياق، يبدو الدفاع عن إسرائيل تناقضًا مع الحقيقة والعدالة.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الجزائر تعزز شراكتها مع الصين بتوقيع 7 اتفاقيات بـ2.5 مليار دولار
التالى متشغلش بالك.. ما هو الحساب الجاري المدين وازاي هينقذك من المصاريف المفاجئة؟