النبراوي لـ"الرئيس نيوز":
- شكلنا لجنة إعمار غزة من شيوخ المهنة
- بدأنا التخطيط الشامل لبناء مدن توفر حياة كريمة وآمنة لأهالي غزة
- نتواصل مع مهندسين في فلسطين والأردن.. ونستفيد من خبراتهم على الأرض
- لدينا خطة تفصيلية تتكامل مع الخطة المصرية وتُراعى فيها كل التفاصيل
- الإعمار مرهون بفتح المعابر وتوافقات سياسية.. لكننا مستعدون للانطلاق
- المهندس محلب مرشح بقوة للمشاركة في مرحلة التنفيذ بخبرته الكبيرة
- نرفض أي تدخل حزبي في النقابة.. والتجربة أثبتت أن المهندسين يرفضونه
- نجاحي في الانتخابات ليس "صدفة".. ومن يكسب ثقة الجمعية العمومية هو الأحق
- لن نقبل تسجيل خريجي معاهد غير معتمدة.. وهذا قرار نهائي
- نسعى لتغيير قانون النقابة لأنه “عفى عليه الزمن” ونتمنى أن يتم ذلك خلال الدورة البرلمانية الحالية
- التعليم الهندسي الحكومي يضاهي الجامعات العالمية والتعليم الهندسي الخاص مليء بالمشكلات
- رفعنا المعاش إلى 2000 جنيه.. والنقابة تخدم المهندسين على كل المستويات
في وقت يشهد فيه قطاع غزة دمارًا واسعًا جراء العدوان الإسرائيلي، برزت نقابة المهندسين المصرية كواحدة من الكيانات الوطنية التي تحركت على الفور لدعم جهود الإعمار، مدفوعة برؤية تعتبر أن ما يجري في غزة هو "قضية أمن قومي".
وكشف المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، في حوار مع "الرئيس نيوز"، تفاصيل مشاركة النقابة في ملف إعمار قطاع غزة.
وتحدث النبراوي عن أزمة انتخابات النقابة الأخيرة، ورؤيته لتطوير مهنة الهندسة في مصر، وموقفه من التعليم المفتوح، والتعليم الخاص، ومشروع تعديل قانون النقابة.
إلى نص الحوار..
بداية.. ما دور نقابة المهندسين في إعادة إعمار غزة؟
يجب أن نؤكد على أن ملف إعمار غزة هي قضية أمن قومي، لا يمكن أن تكون نقابة بحجم نقابة المهندسين خارجها، ومن اليوم الأول كنا داعمين للشعب الفلسطيني، وتعاوننا مع نقابات أخرى بينها الصحفيين لدعم القضية، وشكلنا لجنة من كبار المهندسين باسم "لجنة إعمار غزة"، يترأسها وزير التنمية المحلية الأسبق اللواء أحمد زكي عابدين، أحد الأسماء الهندسية البارزة، وتضم نخبة من شيوخ المهنة ذوي التخصصات المختلفة، وبالفعل اللجنة بدأت أعمالها سريعًا وأكدت في أولى اجتماعاتها أن الإعمار يتم بدون التهجير "الإعمار لا يجوز أن يتم بالتهجير"، وهو ما تم التوافق عليه بالإجماع، تواصلنا مع مهندسين في غزة، الأردن، والقدس، وحصلنا على بيانات دقيقة تساعد في التخطيط لإعادة الإعمار بعد معرفة كافة التفاصيل.
كيف تم تنظيم العمل داخل هذه اللجنة؟
أنشأنا 3 لجان متخصصة، وبدأنا من نقطة التخطيط الشامل لتوفير مأوى آمن وكريم يشمل الخدمات الإنسانية، وهي المرحلة الأولى من إعادة الإعمار، ورأينا أن يحوي هذا المأوى كل الخدمات المتاحة والإنسانية في غزة تمهيدًا لإقامة أهلنا في الأماكن المدمرة بهذه المدن.
هل هناك تعاون مع مؤسسات دولية أو دول عربية؟
بالطبع نتلقى خططًا من مهندسين عرب في الأردن وفلسطين، وتحديدًا غزة، وهناك تواصل مستمر وتنسيق دائم معهم للاستفادة من خبراتهم وأفكارهم، خاصة أن لديهم الكثير من التفاصيل حول الحياة في غزة.
ما شكل التعاون مع الدولة في هذا الملف؟
الدولة قدمت خطة محترمة وسريعة، وتم عرضها في القمة العربية، ونحن نعد خطة تفصيلية أكثر عمقًا، مستفيدين من الوقت المتاح لدراسة كل جزئية، خطتنا ستُقدَّم للدولة وكل من يشارك في الإعمار.
هل هناك موعد محدد لبدء إعادة الإعمار؟
الخطة المصرية الموضوعة تتوافق مع رؤيتنا، وتمتد لخمس سنوات، وهي مدة جيدة جدًا إذا توفرت الشروط: فتح المعابر، تسهيل دخول المعدات والمواد، إن لم تُحَلّ هذه المسائل، فالبداية ستكون مؤجلة، لأن الإعمار مرتبط بتوافقات سياسية أولا، ولكننا مستعدين ونتمنى الانطلاق في أقرب وقت.

البعض تحدث عن وجود دور للمهندس إبراهيم محلب في هذا الملف.. ما حقيقة ذلك؟
المهندس إبراهيم محلب على تواصل مستمر معي، وله خبرة محترمة في هذا المجال، ونتوقع أن يكون له دور في مرحلة التنفيذ بإذن الله.
ننتقل إلى ملف آخر.. ما جديد التحقيقات في أزمة انتخابات النقابة الأخيرة؟
نحن نتابع الملف بشكل دوري، وأرسلت مذكرة إلى المستشار محمد شوقي في 7 نوفمبر، والنيابة ترد حتى الآن بأنه "قيد التحقيق"، هناك تأخير واضح، ونحن نأمل أن تُتخذ إجراءات رادعة لأن ما حدث يمثل إساءة للجميع لا تقبلها الدولة المصرية، والمستشارة القانونية تتابع النيابة الكلية كل أسبوعين لترى التطورات في هذه القضية.
ما موقفكم من ممارسة المهندسين للعمل السياسي؟
المهندس كمواطن له الحق في ممارسة السياسة. لكن داخل النقابة، يُمنع تمامًا أي نشاط حزبيـ النقابة يجب أن تكون مظلة لكل المهندسين، لا ساحة للصراعات السياسية، وأناشد الدولة أن تُبقي الأحزاب خارج العمل النقابي لأن التدخلات السياسية دمرت النقابة لسنوات طويلة، ونتمنى ألا يتكرر ذلك، خاصة مع قرب انتخابات نقابية في جهات أخرى.
هل واجهت ضغوطًا سياسية بشكل مباشر؟
الأزمة التي وقعت في 30 مايو كانت بسبب تدخل سياسي سافر في النقابة من احدى الأحزاب السياسية، لكن المهندسين قالوا كلمتهم ورفضوا هذا التدخل، وما حدث كان انتصارًا حقيقيًا للعمل النقابي الحر.
البعض يردد إن طارق النبراوي نجح في انتخابات النقابة "بالصدفة"، ما تعليقك؟
الحقيقة أنا لا أحب مصطلح "بالصدفة"، في نقابة المهندسين، الأصوات التي تُدلي بها الجمعية العمومية هي الأصوات الحقيقية، وهي التي تمنح الشرعية لأي مرشح يفوز، فسواء جاء الفوز صدفة أو نتيجة لترتيب مسبق، ما دام العضو حصل على ثقة زملائه المهندسين وأصواتهم، فهذا فخر له ولمهنة الهندسة، والموضوع بالنسبة لي بسيط جدًا: من يحصل على ثقة الأعضاء هو الأجدر بقيادة النقابة، سواء "بالصدفة" أو لا وما يقوله البعض مجرد تلميحات لطيفة لا أهتم بها.
هل لديكم مقترحات أو مساعٍ لتطوير قانون النقابة؟
نعم، قانون نقابة المهندسين الحالي مرّ عليه أكثر من 50 عامًا، وأصبح به الكثير من مواطن القصور، ويحتاج إلى تحديث حقيقي، بالفعل يوجد مشروع قانون جديد مقدم لمجلس النواب، ونسعى أن يتم مناقشته خلال الدورة البرلمانية الحالية بإذن الله، لأن إصلاح هذا القانون أصبح أمرًا ضروريًا لحماية المهنة وتنظيمها.
منذ توليتك المنصب متمسك برفض اعتماد خريجي التعليم المفتوح وبعض الجامعات أو المعاهد.. لماذا؟
لأننا نواجه تحديات حقيقية في مهنة الهندسة، أولها أن صورة المهندس في المجتمع بدأت تهتز، ثانيًا، لدينا بطالة متزايدة بين الخريجين، ثالثًا، الجودة تراجعت بشكل ملحوظ، وكان يجب علينا أن نتدخل كقيادة نقابية لحماية المهنة.
فقضية التعليم المفتوح انتهت من سنة 2017، وقت حكومة المهندس شريف إسماعيل، وتم إغلاق هذا الباب تمامًا، ومنذ هذا التوقيت لم تُقبل أي دفعة جديدة من خريجي هذا النوع من التعليم، نحن نعمل وفقًا للدستور والقانون، وبكل وضوح، نحن لا نعتمد أي خريج من معهد أو كلية لا تحمل اعتمادًا من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، وهذه الهيئة موجودة من سنة 2006، ولكن لسنوات طويلة لم يتم تفعيل دورها، نحن في النقابة قررنا أن أي معهد غير حاصل على الاعتماد، لا يمكن لخريجيه التسجيل في النقابة، وطبقنا القرار ده من 31 ديسمبر الماضي، وده قرار نهائي لا يحتمل النقاش.
وماذا عن الدبلومات؟
أنا لا أعارض الدبلومات، بالعكس، أشجع الطموحين منهم جدًا، لكن لازم تكون هناك معايير موحدة، القانون واضح، والمجلس الأعلى للجامعات يشترط إن اللي يلتحق بأي دراسة هندسية لازم يكون حاصل على الثانوية العامة "علمي رياضة" أو ما يعادلها، دي قاعدة أساسية، وأي استثناء بيخل بالمنظومة التعليمية ويضر بالمهنة، وبالتالي، من لا ينطبق عليه هذا الشرط، لا يمكن أن نعتمده كعضو في النقابة.
ما تقييمك للتعليم الهندسي في مصر سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة؟
التعليم الحكومي على أعلى مستوى، والكليات الكبرى في الجامعات الحكومية تضاهي نظيراتها في الخارج، سواء في أوروبا أو أمريكا، وخريجوها بالفعل يمثلون قوة حقيقية للمجتمع الهندسي، أما التعليم الخاص، فالأمر متفاوت، هناك كليات محترمة تقدم تعليم ممتاز، لكن في نفس الوقت في مؤسسات أخرى أقل بكثير من المستوى المقبول، وهذا يحتم علينا كدولة وكجهة نقابية أن نضغط لتحسين مستوى التعليم الخاص حتى يصبح على قدر المسؤولية.
في ظل الحديث عن دور النقابة.. ماذا عن دورها في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة؟ وهل تراه كافيا؟
المهندس المصري هو الذي ينفذ المشروعات القومية بأكملها، وهذا أمر محسوم، لكن التخطيط العام يأتي من الدولة، والنقابة بدورها تقدم رؤى وأفكار من خلال لجانها المتخصصة، ونعد ندوات وحوارات مستمرة حول كل ما يخص تلك المشروعات.
أحيانا يتم الاستعانة بخبرات أجنبية بدلًا من المهندسين المصريين.. كيف ترى ذلك؟
هذا الأمر مقبول فقط في التخصصات النادرة جدًا، مثل المشروع النووي في الضبعة مثلًا، يجب أن يتم بخبرات أجنبية، وهذا أمر طبيعي، لكننا أصررنا وقتها على إعادة تدريس التخصصات النووية في الجامعات المصرية، وبدأنا في اختيار استشاريين مصريين للمشاركة في هذا المجال، لكن في المشروعات العادية، التي نمتلك فيها الكفاءة الكاملة، عندما يتم الاستعانة بغير المصريين، هذا شيء يسبب لنا انزعاج كبير، ولدينا تواصل دائم مع جهات الدولة، ونرسل تقارير بكل ما يرد إلينا في هذا الإطار.

في الختام، تقييمك لدور النقابة حاليًا؟
نحن لا نكتفي فقط بالدور العام أو المساهمة في التعليم، ولكن لدينا دور نقابي حيوي ومهم للغاية، نحن فخورون أن الجمعية العمومية الأخيرة التي عُقدت في 7 مارس كانت من أنجح الجمعيات العمومية في تاريخ النقابات المصرية، وأقررنا فيها خدمات كثيرة للمهندسين، ورفعنا المعاش إلى 2000 جنيه شهريًا، وهذا من أعلى المعاشات في النقابات، وحلّينا مشكلات كبيرة تتعلق بأسر المهندسين المتوفين، والرعاية الصحية أيضًا، النقابة تعمل على كل المحاور: الخدمي، الاجتماعي، والمهني، وتسعى دائمًا لتكون على قدر تطلعات أعضائها.
هل تود أن تختم برسالة معينة؟
أحب أضيف نقطة مهمة، إحنا فخورين جدًا بدورنا في ملف إعمار غزة، وده كان خطوة مهمة جدًا لنا كنقابة وكشعب مصري، وإن شاء الله نقدر نقدم كل ما هو جيد في هذا الملف وغيره.