أخبار عاجلة
الفاتيكان يكشف عن سبب وفاة البابا فرنسيس -
رسمياً.. موعد امتحانات الثانوية العامة 2025 -

أسرع من الصوت.. لماذا يُعد صاروخ "فاتح-1" الإيراني كارثة على الأمن الإسرائيلي؟

أسرع من الصوت.. لماذا يُعد صاروخ "فاتح-1" الإيراني كارثة على الأمن الإسرائيلي؟
أسرع من الصوت.. لماذا يُعد صاروخ "فاتح-1" الإيراني كارثة على الأمن الإسرائيلي؟

في مقال نُشر أمس الثلاثاء، 15 أبريل 2025، بمجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية بعنوان "لماذا يُعد صاروخ فاتح-1 الإيراني الأسرع من الصوت كارثة على الأمن الإسرائيلي"، يسلط الكاتب براندون ج. ويشيرت الضوء على التهديد الاستراتيجي الذي يمثله صاروخ "فاتح-1" الإيراني لإسرائيل. 

هذا الصاروخ، الذي كشفت عنه إيران في يونيو 2023، يُعتبر أول صاروخ باليستي إيراني أسرع من الصوت، ويُشكل تحديًا غير مسبوق لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية بسبب سرعته العالية، قدرته على المناورة، ومداه الذي يغطي إسرائيل بسهولة. 

وحذر المقال من أن هذا السلاح يعزز قدرات إيران على الرد العسكري، مما يجعل أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي محتمل على منشآت إيران النووية محفوفًا بمخاطر كبيرة.  

"فاتح-1": قفزة تكنولوجية إيرانية

أُعلن عن صاروخ "فاتح-1" (بمعنى "الفاتح" بالفارسية) في نوفمبر 2022 خلال الذكرى السنوية لمقتل حسن طهراني مقدم، المعروف بـ"أبو الصواريخ الإيرانية"، وكشفت عنه رسميًا القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في يونيو 2023. 

وفقًا لـ"ذا ناشيونال إنترست"، يُعد "فاتح-1" صاروخًا باليستيًا متوسط المدى بمدى يصل إلى حوالي 1400 كيلومتر، مما يتيح له استهداف مواقع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة إسرائيل. يتميز الصاروخ بقدرته على الوصول إلى سرعات تتراوح بين 5 و15 ماخ (أي 5 إلى 15 ضعف سرعة الصوت)، مما يقلل وقت استجابة أنظمة الدفاع الصاروخي إلى ثوانٍ معدودة.

ما يجعل "فاتح-1" استثنائيًا هو قدرته على المناورة أثناء الطيران، سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه، بفضل مركبة إعادة دخول قابلة للمناورة، ونظام دفع بالوقود الصلب مزود بفوهة ثانوية متحركة. هذه الخصائص تجعل من الصعب تتبعه واعتراضه باستخدام أنظمة الدفاع التقليدية مثل "القبة الحديدية"، "مقلاع داود"، و"السهم" الإسرائيلية، أو حتى الأنظمة الأمريكية مثل "إيجيس" و"باتريوت". ويشير المقال إلى احتمال أن تكون روسيا، التي تمتلك قدرات متقدمة في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت، قد ساهمت في تطوير هذا الصاروخ، مما يعزز من خطورته.

لماذا يُشكل تهديدًا للأمن الإسرائيلي؟

1. السرعة والمناورة: تحدٍ للدفاعات الإسرائيلية

تمتلك إسرائيل واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تقدمًا في العالم، مع طبقات دفاعية تشمل "القبة الحديدية" للصواريخ قصيرة المدى، "مقلاع داود" للتهديدات المتوسطة المدى، و"السهم 2" و"السهم 3" للصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ومع ذلك، فإن "فاتح-1" يطرح تحديًا فريدًا بسبب سرعته الفائقة وقدرته على تغيير مساره أثناء الطيران. وفقًا لتقرير نشرته "آرمي ريكوغنيشن" في 30 أكتوبر 2024، أظهرت عملية إطلاق صواريخ "فاتح-1" في أكتوبر 2024 ضد أهداف إسرائيلية قدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية، حيث تجاوزت عدة صواريخ الشبكات الدفاعية متعددة الطبقات. هذا الأداء أكد قدرة إيران على استهداف مواقع استراتيجية عالية القيمة داخل إسرائيل، مما يهدد الأمن القومي.

تمتلك الصواريخ الباليستية التقليدية، مثل "شهاب-3"، القدرة على تتبع مسارات متوقعة، مما يجعلها أهدافًا أسهل للاعتراض. في المقابل، يمكن لـ"فاتح-1" تغيير مساره بشكل غير متوقع، مما يقلل من فعالية أنظمة الرادار والاعتراض. تقرير من "بيزنس إنسايدر" في 3 أكتوبر 2024 أشار إلى أن بقايا صواريخ سقطت في إسرائيل خلال هجوم أكتوبر أظهرت خصائص متسقة مع "فاتح-1"، مما يشير إلى استخدامه الفعلي في ساحة المعركة.

2. المدى والدقة: تهديد للبنية التحتية الحيوية

بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر، يستطيع "فاتح-1" الوصول إلى أي نقطة في إسرائيل من الأراضي الإيرانية، بما في ذلك القواعد العسكرية الرئيسية مثل قاعدة نفاتيم الجوية، التي تضم مقاتلات "إف-35"، ومقر الموساد في تل أبيب. تقرير نشرته "إنديا توداي" في 2 أكتوبر 2024 أشار إلى أن هجوم أكتوبر 2024 استهدف مواقع عسكرية حساسة، بما في ذلك قواعد نفاتيم وتل نوف، مما يظهر قدرة الصاروخ على ضرب أهداف استراتيجية. الصاروخ مزود برأس حربي يتراوح وزنه بين 770 و1000 رطل، مما يجعله قادرًا على إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية الحيوية.

علاوة على ذلك، يُزعم أن "فاتح-1" يتمتع بدقة عالية، حيث أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري أن 90% من الصواريخ التي أطلقت في أكتوبر 2024 أصابت أهدافها. ومع ذلك، شككت مصادر إسرائيلية وأمريكية في هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن معظم الصواريخ أُسقطت، لكن التأثيرات المحدودة على قاعدة نفاتيم تشير إلى أن بعض الصواريخ اخترقت الدفاعات. تقرير من "إن بي آر" في 4 أكتوبر 2024 أكد أن حوالي 30 صاروخًا أصابت محيط قاعدة نفاتيم، مما تسبب في أضرار طفيفة لكنها كافية لإثارة القلق.

3. إمكانية حمل رؤوس نووية: تهديد وجودي

واحدة من أكثر الجوانب المقلقة لـ"فاتح-1" هي قدرته المحتملة على حمل رؤوس نووية، في حال استأنفت إيران برنامجها النووي. وفقًا لـ"ويكيبيديا"، تم تصميم الصاروخ ليكون قادرًا على حمل رؤوس حربية نووية، مما يرفع مستوى التهديد إلى مستوى وجودي بالنسبة لإسرائيل. بينما يؤكد المقال في "ذا ناشيونال إنترست" أن إيران لن تستخدم أسلحة نووية بشكل مباشر خوفًا من تدميرها، فإن امتلاك صاروخ مثل "فاتح-1" يعزز من قدرة إيران على الردع، مما يعقد أي استراتيجية إسرائيلية أو أمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

يشير المقال إلى أن إيران قد تكون احتفظت بأسلحتها الأكثر تقدمًا، مثل "فاتح-1"، في هجمات سابقة (مثل أبريل 2024) تحت ضغط من روسيا، لكن استخدامها في أكتوبر 2024 يظهر استعداد طهران لتصعيد الصراع. هذا التحول يجعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر، خاصة إذا أصبحت الصواريخ الأسرع من الصوت جزءًا أساسيًا من ترسانة إيران.

تأثير "فاتح-1" على التوازن الاستراتيجي

1. تقليص نافذة الاستجابة

تقرير من "ذا غارديان" في 1 أكتوبر 2024 أشار إلى أن الصواريخ الباليستية التقليدية، مثل "عماد" و"قدر"، تستغرق حوالي 12 دقيقة للوصول من إيران إلى إسرائيل، مما يمنح إسرائيل وقتًا كافيًا لتفعيل دفاعاتها. في المقابل، يمكن لـ"فاتح-1"، بسرعته القصوى التي تصل إلى 10،000 ميل في الساعة، تقليص هذا الوقت إلى أقل من 400 ثانية (حوالي 6.5 دقيقة)، وفقًا لتقرير "مايند.يو إيه" في 19 يونيو 2023. هذا التقليص يضع ضغطًا هائلًا على أنظمة الرادار والقرار الإسرائيلية، مما يزيد من احتمال اختراق الصواريخ.

2. إرهاق أنظمة الدفاع

إسرائيل تعتمد على أنظمة دفاع باهظة الثمن مثل "السهم 2" و"السهم 3"، حيث تكلف كل صاروخ اعتراض حوالي 3.5 مليون دولار، وفقًا لتقرير "ذا غارديان". في هجوم أكتوبر 2024، أطلقت إيران حوالي 180 صاروخًا باليستيًا، بما في ذلك "فاتح-1"، مما أجبر إسرائيل وحلفاءها (بما في ذلك الولايات المتحدة والأردن) على إطلاق العشرات من الصواريخ الاعتراضية. تقرير من "إن بي آر" أشار إلى أن إسرائيل ربما اختارت عدم الدفاع عن قاعدة نفاتيم لحفظ صواريخها الاعتراضية للمناطق السكانية مثل تل أبيب، مما يظهر محدودية المخزون وارتفاع التكلفة. هذا "التشبع" للدفاعات الإسرائيلية هو أحد الأهداف الاستراتيجية لإيران، حيث يمكن لعدد كبير من الصواريخ، حتى لو كانت أقل دقة، أن يرهق النظام.

3. ردع إسرائيل عن الهجمات الوقائية

يؤكد مقال "ذا ناشيونال إنترست" أن وجود "فاتح-1" يعزز قدرة إيران على الرد، مما يجعل أي ضربة إسرائيلية أو أمريكية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية محفوفة بالمخاطر. على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل قادرتان على تدمير القدرات النووية الإيرانية، فإن الرد الإيراني باستخدام صواريخ مثل "فاتح-1" يمكن أن يتسبب في أضرار كبيرة للمنطقة، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي والأمني. ويشير الكاتب إلى أن إيران ربما تكون قد امتنعت عن استخدام أسلحتها الأكثر تقدمًا في هجمات سابقة تحت ضغط روسي، لكن استعدادها لنشر "فاتح-1" في أكتوبر 2024 يظهر تحولًا في استراتيجيتها نحو تصعيد محتمل.

التحديات التي تواجه إسرائيل

1. الحاجة إلى ترقيات تكنولوجية

لمواجهة تهديد "فاتح-1"، تحتاج إسرائيل إلى تطوير أنظمة دفاع جديدة أو تحسين الأنظمة الحالية. تقرير من "آرمي ريكوغنيشن" أشار إلى أن اعتراض صواريخ أسرع من الصوت مثل "فاتح-1" يتطلب تقنيات متقدمة، مثل أنظمة الليزر أو الصواريخ الاعتراضية فائقة السرعة، وهي تقنيات لا تزال قيد التطوير. هذا يضع إسرائيل أمام تحدٍ مالي وتكنولوجي، خاصة مع استمرار إيران في تحسين ترسانتها.

2. التعاون الإقليمي

يقترح المقال في "ذا ناشيونال إنترست" أن إسرائيل يجب أن تعزز التعاون مع الدول العربية السنية من خلال استكمال اتفاقيات إبراهيم، لتشكيل استراتيجية احتواء وردع مشتركة ضد إيران. هذا التعاون يمكن أن يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وتطوير أنظمة دفاع مشتركة، لكن التوترات الإقليمية قد تعيق هذه الجهود.

3. إدارة التصعيد

هجوم أكتوبر 2024، الذي استخدمت فيه إيران "فاتح-1" ردًا على اغتيال قادة من حماس وحزب الله، أظهر استعداد طهران للتصعيد المباشر بدلًا من الاعتماد على وكلائها. تقرير من "واشنطن بوست" في 2 أكتوبر 2024 أشار إلى أن إيران تجنبت استخدام الأسلحة البطيئة مثل الطائرات بدون طيار في هذا الهجوم، مما قلل من وقت التحذير لإسرائيل. هذا التحول يضع إسرائيل في موقف صعب، حيث يجب أن توازن بين الرد العسكري والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

الخلاصة: تهديد متطور يتطلب استجابة استراتيجية

صاروخ "فاتح-1" الإيراني الأسرع من الصوت يمثل كارثة محتملة للأمن الإسرائيلي بسبب قدرته على اختراق الدفاعات الصاروخية، استهداف البنية التحتية الحيوية، وتعزيز ردع إيران ضد أي هجمات وقائية. كما يبرز المقال في "ذا ناشيونال إنترست"، فإن هذا السلاح يغير التوازن الاستراتيجي في المنطقة، مما يجبر إسرائيل على إعادة تقييم دفاعاتها واستراتيجياتها. مع استمرار إيران في تطوير ترسانتها، بما في ذلك النسخة المحسنة "فاتح-2"، يصبح من الضروري أن تستثمر إسرائيل في تقنيات دفاعية جديدة، تعزز التعاون الإقليمي، وتدير التصعيد بحذر لتجنب حرب شاملة. في نهاية المطاف، يظل "فاتح-1" رمزًا لتطور التهديدات التي تواجه إسرائيل، وتحديًا يتطلب استجابة شاملة ومبتكرة.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تحرك برلماني للكشف عن أسباب تأخر لائحة قانون الحيوانات الخطرة
التالى الذهب يخترق مستويات تاريخية جديدة في مصر