الخميس 17 ابريل 2025 | 11:32 صباحاً

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج
في إطار جولة إقليمية شملت ثلاث دول في جنوب شرق آسيا، روّج الرئيس الصيني شي جين بينج، لمفهوم "الأسرة الآسيوية"، ودعا إلى تعزيز الوحدة الإقليمية، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة مضادة لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تهدف إلى تقليص العلاقات التجارية للدول مع الصين.
الأسرة الآسيوية
يختتم الرئيس الصيني، جولته اليوم الخميس، بزيارة العاصمة الكمبودية بنوم بنه، حيث استهل المرحلة الأخيرة من جولته الخارجية، في وقت يتزايد فيه النشاط الأمريكي بقيادة فريق ترامب لحشد الشركاء التجاريين ضمن خطة تطويق اقتصادي وجيوسياسي للصين.
وخلال خطاب ألقاه في ماليزيا، مساء أمس الأربعاء، خلال مأدبة عشاء رسمية في العاصمة الإدارية بوتراجايا، أكد الرئيس الصيني على أهمية التضامن الإقليمي، قائلاً: "ستقف الصين وماليزيا إلى جانب دول المنطقة للتصدي لتيارات المواجهة الجيوسياسية والتكتلات معًا، سنحمي آفاق أسرتنا الآسيوية المشرقة".
وجاء هذا التصريح عقب توقيع اتفاقيات تعاون شاملة بين الصين وماليزيا، تُرسّخ الروابط الاقتصادية بين الجانبين، كما صدر بيان مشترك، اليوم، أعلنت فيه الدولتان عن عزمهما تعزيز التعاون في مجالات الصناعة وسلاسل الإمداد والبيانات وتطوير المهارات، مع التأكيد على تنفيذ برنامج التعاون الاقتصادي والتجاري الخماسي، وبناء "مجتمع ماليزي-صيني استراتيجي رفيع المستوى".
انتقادات غير مباشرة للولايات المتحدة
وجّه "شي" انتقادات غير مباشرة للولايات المتحدة، مجددًا دعوته لمناهضة الأحادية، قائلًا: "يجب أن نقف معاً في مواجهة الهيمنة والسياسات القائمة على القوة"، مشددًا على ضرورة رفض أي محاولات من قوى خارجية للتدخل في شؤوننا الداخلية أو إثارة الانقسام.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن توترًا متصاعدًا، يحث تستعد الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية ثانوية على المنتجات الصينية، كجزء من خطة تحفيزية تُقدم من خلالها تنازلات جمركية للدول الأخرى مقابل تقليصها للعلاقات التجارية مع الصين، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج".
حرب الرسوم الجمركية
رفع ترمب مؤخرًا الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145%، فيما ردّت بكين بفرض رسوم وصلت إلى 125% على الواردات الأميركية، ما يعكس تمسك الطرفين بموقفيهما الصداميين.
وجاء اختيار "شي" لجنوب شرق آسيا كأول وجهة خارجية له هذا العام كمحاولة لتثبيت النفوذ الصيني في المنطقة، ومنع الدول من توقيع صفقات تجارية مع واشنطن تكون على حساب مصالح بكين. وبالرغم من المهلة التي حددتها الولايات المتحدة بـ 90 يومًا، فإن تهديدات ترامب برفع الرسوم الجمركية دفعت حكومات المنطقة إلى اتباع سياسات حذرة ومتوازنة بين القوتين.
القائد الاستثنائي
في مؤشر على النجاح الدبلوماسي المبكر لـ "شي"، نشرت وزارة الخارجية الصينية ملخصًا رسميًا يشير إلى أن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم قد عبّر عن دعم كامل للصين، واصفًا شي بـ "القائد الاستثنائي"، كما أبدى رفضه لفكرة استقلال تايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تطالب بها بكين.
ونقل البيان الصيني عن أنور تأكيده أن دول رابطة آسيان "لن تدعم أي رسوم جمركية أحادية الجانب"، في وقت تتولى فيه ماليزيا الرئاسة الدورية للتكتل الإقليمي.
وكانت جولة شي قد بدأت يوم الاثنين الماضي في فيتنام، حيث حظي باستقبال رسمي كبير، وشهدت الزيارة توقيع 45 اتفاقية لتعزيز التعاون الاقتصادي.
وأصدرت هانوي بيانًا مشتركًا مع بكين أعادت فيه التأكيد على موقف مشترك ضد الأحادية، وأي تحركات قد تهدد السلام والاستقرار الإقليمي، وهو موقف ينسجم مع ما دأبت فيتنام على التعبير عنه في السنوات الماضية.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.