توافد أقباط محافظة الأقصر، اليوم الخميس، على دير القديس العظيم الأنبا متاؤس الفاخوري بجبل أصفون، التابع لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، للاحتفال بـ"خميس العهد"، وسط إجراءات أمنية مشددة، وأجواء روحانية ومظاهر احتفالية مميزة، حرصًا على إحياء هذه المناسبة الهامة في التقويم الكنسي.

وأُقيمت الصلوات في كاتدرائية الأنبا متاؤس الفاخوري بالدير، حيث ترأس صلوات باكر من البصخة المقدسة، وصلوات اللقان العام، والقداس الإلهي، الآباء الرهبان الكهنة من القمامصة والقساوسة، بمشاركة مجمع رهبان الدير، والأخوة طالبي الرهبنة، والشمامسة، وسط حضور كثيف من الأقباط من مختلف قرى ومراكز جنوب الأقصر.
ويُعد "خميس العهد" أحد أبرز أيام أسبوع الآلام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويوافق اليوم الذي أقام فيه السيد المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه، حيث أسس سرّي الإفخارستيا والتناول، وغسل أرجل التلاميذ كتعبير عن التواضع والمحبة والخدمة. كما يُقام في هذا اليوم طقس "اللقان"، وهو من الطقوس المميزة، ويُستخدم فيه ماء مصلّى عليه لغسل أرجل الشعب على مثال ما فعله السيد المسيح.
أقباط الأقصر يحتفلون بأحد الشعانين في دير الأنبا متاؤس الفاخوري بإسنا
وكان دير القديس العظيم الأنبا متاؤس الفاخوري بجبل أصفون في مركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، قد شهد احتفالات حاشدة يوم الأحد الماضي، احتفالًا بأحد الشعانين والمعروف أيضًا بـ"أحد الزعف" والذي يرمز إلى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم.
وتوافد المئات من الأقباط منذ الساعات الأولى لحضور قداس أحد السعف في الكاتدرائية الرئيسية بالدير، حيث ترأس صلوات باكر والقداس الإلهي وصلاة الجناز العام، الآباء الرهبان من القمامصة والقساوسة، بمشاركة مجمع رهبان الدير، وعدد من طالبي الرهبنة والشمامسة، وسط حضور شعبي كبير من الأقباط من مختلف المناطق.
وتخللت الصلوات "دورة الزعف" الشهيرة، حيث حمل المشاركون سعف النخيل المضفر بأشكال رمزية مثل الصليب وسنبلة القمح والقلب المزين بالورود، فيما عكست الزفة أجواء الفرح الروحي التي تميز هذا اليوم.
ومن أبرز الطقوس التي تميز أحد الشعانين، قراءة فصول من الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربع، رمزًا لانتشار البشارة في أرجاء العالم، كما تُرتل الألحان الخاصة بهذا اليوم بنغمة الفرح المعروفة بلحن الشعانين.
ويُعد أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة المجيد، ويُقبل الأقباط في هذا اليوم على شراء الزعف المضفر لتزيين الكنائس والمنازل، وسط فرحة الأطفال وهم يحملون الزعف على هيئة تيجان وقلوب وصلبان وشموع.
وتختتم الكنيسة احتفالات هذا اليوم بصلاة الجناز العام، لتبدأ مباشرة صلوات "البصخة المقدسة"، إيذانًا ببداية أسبوع الآلام، حيث تتشح الكنائس باللون الأسود تعبيرًا عن الحزن والتأمل في آلام السيد المسيح.




















