خفّضت فرنسا مستهدف إنتاج الهيدروجين من 6.5 غيغاواط إلى 4.5 غيغاواط بحلول عام 2030، في خطوة تعكس ضبابية المشهد في قطاع الوقود منخفض الانبعاثات في البلد الأوروبي.
وفي شهر مارس/آذار المنصرم، أطلقت الحكومة الفرنسية نسخةً محدثةً من الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين الصادرة في عام 2020، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتؤكد النسخة الجديدة من الإستراتيجية الدور المحوري للهيدروجين في خريطة إزالة الكربون في فرنسا، مع التركيز على الاستعمال الصناعي ونشر أجهزة التحليل الكهربائي وجاهزية البنية التحتية.
وتتطلّع فرنسا إلى أن تصبح لاعبًا رئيًسا في إنتاج الهيدروجين بفضل حزمة دعم جديدة قوامها 4 مليارات يورو (4.5 مليار دولار أميركي) للمنتجين وإطلاق 150 مشروعًا إلى جانب رفض الحكومة الاعتماد على الاستيراد المبكر.
*(اليورو = 1.14 دولارًا أميركيًا)
عوامل خفض المستهدف
يُعزى خفض فرنسا مستهدف إنتاج الهيدروجين المحدد بنهاية العقد الحالي إلى عوامل عدة، بما في ذلك تأخيرات السوق والتحديات المرتبطة بتطبيق التقنيات ذات الصلة.
ويأتي إعلان الحكومة الفرنسية خفض مستهدف إنتاج الهيدروجين في وقت تكشف فيه وزارة الاقتصاد والصناعة النقاب عن إستراتيجيتها المحدثة، التي كانت قد حدّدت أهدافها الأصلية في عام 2020.
وقالت وزارة الاقتصاد والصناعة: "بينما تُظهِر النتائج الأولية الإمكانات المتوافرة لدى قطاع الهيدروجين الفرنسي، فإن تنفيذ الحلول من أجل خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون باستعمال الهيدروجين يستغرق وقتًا".
وأضافت الوزارة: "في الوقت نفسه فإن قطاع الهيدروجين في فرنسا يواجه تحديات هيكلية عديدة، بما في ذلك المنافسة العالمية الشرسة والتطورات السريعة المتلاحقة في تقنيات إزالة الكربون الأخرى".
وخفّضت إستراتيجية الهيدروجين الجديدة مستهدفها الخاص بالإنتاج إلى 4.5 غيغاواط من سعة التحليل الكهربائي لعام 2030، كما حددت مستهدفًا لاحقًا بسعة 8 غيغاواط لعام 2035.
كما تركز الإستراتيجية على التقنية والبنية التحتية والتطورات التنظيمية، بهدف ضمان تنفيذ المشروعات المبكرة وتعزيز الآفاق المستقبلية.
حزم تحفيزية
لدعم طموحاتها في صناعة الهيدروجين الوليدة، تخطّط الحكومة الفرنسية لتقديم تحفيزات للإنتاج بقيمة 4 مليارات يورو إلى مشروعات تصل سعتها إلى غيغاواط واحدة على مدى 15 عامًا.
وكانت خطط حزم دعم إنتاج الهيدروجين في فرنسا قد أُعلنت في الأصل في عام 2023، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما ستُعيد الحكومة إطلاق مخطط دعم البحوث والتطوير، وتوجيه دعوة للمشروعات التي تستهدف نشر المركبات الخدمية العاملة بالهيدروجين.
وفي هذا الصدد قالت وزارة الاقتصاد والصناعة: "هذه المراجعة تقرّ بالتطورات الهيكلية الحاصلة على مدى السنوات الـ5 الماضية في سلسلة قيمة رئيسة، بهدف خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من نطاق الصناعات الثقيلة ووسائل النقل ذات الانبعاثات المرتفعة".
وبناء على إستراتيجية 2020، تقول الحكومة إنها دعّمت أكثر من 150 مشروعًا للهيدروجين.
سقف الطموحات ينخفض
أكدت الحكومة الفرنسية تراجعًا كبيرًا في سقف طموحات البلاد في قطاع الهيدروجين؛ ما يعني ضمنيًا عودة صعبة إلى الواقع في أعقاب سيل من الوعود التي قطعتها على نفسها في هذا الخصوص.
ويأتي إعلان الحكومة خفض مستهدف إنتاج الهيدروجين في الوقت الذي تعاني فيه الصناعة سلسلةً من الانتكاسات، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
ففي بداية الأسبوع الحالي كشفت تقارير إعلامية عن أن شركة ماكفي (McPhy) الفرنسية التي من المفترض أنها تطوّر أول مصنع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في فرنسا عبر دعم عام يلامس عشرات الملايين من الدولارات، قد طُرِحت رسميًا للبيع.
ووفق ما ورد في الإستراتيجية الوطنية بشأن الهيدروجين منخفض الكربون المُعلَنة مؤخرًا، فإن إنتاج الهيدروجين "الأخضر" عبر التحليل الكهربائي للماء سيتعيّن أن يصل في نهاية المطاف إلى نحو 4.5 غيغاواط بحلول عام 2030، قياسًا بالسعة المستهدفة حتى الآن، البالغة 6.5 غيغاواط.
وحدث الانخفاض نفسه في إنتاج الهيدروجين في فرنسا فيما يتعلق بمستهدف عام 2035؛ إذ تراجع هذا المستهدف من حد أدنى قوامه 10 غيغاواط إلى 8 غيغاواط متاحة بحلول ذلك التاريخ.
وتعزو الحكومة هذا الانخفاض إلى أسباب عدة، بما في ذلك تباطؤ الطلب والجداول الزمنية المخصصة لنشر الوقود منخفض الانبعاثات والتي جاءت أبطأ من المتوقع.
ونجحت فرنسا في تأمين 0.4 غيغاواط فقط من سعة التحليل الكهربائي، وتعكف الحكومة حاليًا على دراسة منح تمويلات لـ0.2 غيغاواط.
سعة الإنتاج
تستهدف فرنسا تركيب سعة تحليل كهربائي قوامها 4.5 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي، على أن ترتفع إلى 8 غيغاواط بحلول أواسط العقد المقبل (2035).
وتكتسب تلك السعة المستهدفة أهمية كبرى، لكونها تلبي احتياجات إزالة الكربون من قطاع التصنيع الفرنسي، كما أنها تتسق مع معدلات الطلب المتوقعة من قطاعات مثل المواد الكيميائية والصلب ووقود الطيران.
وستُشغل عملية التحليل الكهربائي بالكامل بوساطة مزيج الكهرباء منخفض الكربون في فرنسا، الذي يجمع بين الطاقة النووية والطاقات المتجددة؛ ما يضمن بقاء إنتاج الهيدروجين ضمن حدود الانبعاثات الصارمة للاتحاد الأوروبي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.خفض مستهدف إنتاج الهيدروجين في فرنسا من بيان صحفي لوزارة الاقتصاد والصناعة.
