حرائق بطاريات الليثيوم أيون "تشعل المخاوف".. عواقب كارثية وتهديد "خفي"

دقّ العدد المتزايد من حرائق بطاريات الليثيوم أيون جرس الإنذار داخل إسكتلندا حيث انتشرت الحوادث المهددة لحياة المواطنين وممتلكاتهم، فضلًا عن تأثيرها السام في البيئة.

وتعالت الأصوات المنادية بتدخل الحكومة العاجل لوضع آلية للتنظيم والرقابة؛ للحد من تلك الحرائق وحماية المواطنين من المخاطر المصاحبة لانفجارات تلك البطاريات وحرائقها.

وشهدت إسكتلندا اندلاع حريقَيْن اثنَيْن داخل مصنع لإعادة تدوير البطاريات كان آخرها يوم 9 أبريل/نيسان الجاري (2025)، بحسب تحديثات قطاع البطاريات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتنفجر البطاريات عند تعرضها للحرارة الزائدة، ما يؤدي إلى إطلاق غازات سامة عند نشوب حريق، كما قد يندلع الحريق بعد أيام من إخماده، ويُمكن أن يصبح الماء المستعمل في الإطفاء سامًا.

حرائق بطاريات الليثيوم في إسكتلندا

لا تقتصر حرائق بطاريات الليثيوم أيون على بطاريات تخزين كهرباء الطاقة المتجددة فحسب، إنما تشمل أيضًا بطاريات الهواتف والحواسيب المحمولة وبطاريات السيارات الكهربائية.

وتضاعف عدد تلك الحرائق في إسكتلندا 8 أضعاف خلال 5 سنوات فقط من 3 في عام 2018 إلى 26 حريقًا في 2023.

ويوم الأربعاء الماضي، شبّ حريق أعقبته سلسلة انفجارات في مصنع "فنيكس" (Fenix) لإعادة تدوير البطاريات؛ إذ اضطرت السلطات إلى إخلاء المنازل المحيطة، دون سقوط قتلى أو جرحى.

يأتي ذلك بعد مرور عام على اندلاع حريق استمر يومَيْن داخل المصنع نفسه، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وفي فبراير/شباط (2025)، اندلع حريق داخل محطة بطاريات تخزين الكهرباء في أبردينشاير، ودامت محاولات إخماده 4 ساعات.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، رُفض إنشاء مشروع لتخزين الكهرباء في منطقة شرق رينفروشاير بعد تلقي أكثر من 250 اعتراضًا بسبب المخاوف من اندلاع حرائق بطاريات الليثيوم أيون.

كما حذّر مجلس محلي آخر -في الشهر نفسه- من "العواقب الكارثية" من إنشاء مشروعات بطاريات تخزين الكرباء في بيتوك جراء احتمال وقوع انفجار أو تلوث المياه.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، رفض مجلس أبردين مقترح شركة "فلكشن إنرجي" (Flexion Energy) لإنشاء محطة بطاريات بقدرة 49 ميغاواط بالقرب من ساحات لعب مدرسة محلية.

وكان أكبر الحرائق في ليفربول خلال سبتمبر/أيلول (2020) عندما شبت النيران في منظومة مملوكة لشركة أورستد الدنماركية (Ørsted) بقدرة 20 ميغاواط، واستغرقت جهود إخمادها 59 ساعة.

وفي ذلك الوقت، أشار تقرير رسمي إلى عدم كفاية المعلومات المقدمة إلى فرق الإطفاء حول المخاطر التشغيلية للبطاريات.

حرائق البطاريات

دعا زعيم الحزب المحافظ في إسكلتندا ليام كير، أعضاء الحكومة إلى التحرك لوقف حرائق بطاريات الليثيوم أيون، عبر وضع إطار عمل تنظيمي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه وزيرة السلامة المجتمعية بحكومة الظل كاتي كلاك، عن قلقها إزاء تزايد حرائق البطاريات، وآثارها في صحة المواطنين وسلامتهم.

وقالت كلاك إن حرائق البطاريات غير مقبولة، وهي تشكّل تهديدًا متزايدًا، مطالبةً الحكومة بوضع خطة للحد منها.

وانضم الرئيس التنفيذي لمجموعة "سكوتيش هازاردس" المعنية بالسلامة (Scottish Hazards) إلى المحذّرين من أخطار حرائق البطاريات، مطالبًا الحكومة بوضع إستراتيجية للتعامل مع البطاريات بالتعاون بين وكالة البيئة وأجهزة الصحة والسلامة والتخطيط والإطفاء والإنقاذ والنقابات العمالية ذات الصلة.

كما اتهم صنّاع السياسات والمنظمين لقطاع البطاريات بالتقاعس وتحقيق المطورين مكاسب من عدم إجراء تفتيشات وقائية بوساطة وكالات تنفيذ القانون، في الوقت الذي يتعرّض فيه العمال والسكان المجاورون لتلك المشروعات لمخاطر.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد مشروعات أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء في إسكتلندا لتعويض تقلبات مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيقًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وحتى نهاية مارس/آذار الماضي (2025)، بلغ عدد المشروعات في مرحة التطوير 350 تقريبًا.

ويوضح الإنفوغرافيك الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- معلومات مهمة حول أثر ظاهرة التزايد الحراري في حرائق بطاريات الليثيوم أيون:

ودفعت تلك المخاوف بشأن ذلك "التهديد الخفي" إلى التحذير من نقل المركبات الكهربائية والهجينة على متن العبارات في السفن.

كما أعربت شركة التأمين العالمية "أليانز" (Allianz) عن مخاوفها تجاه "الخطر المتزايد" لوجود بطاريات الليثيوم أيون في حاويات الشحن وحاملات السيارات، وهي سوق من المتوقع أن تنمو بنسبة 30% سنويًا.

واقترحت تأهيل الأطقم المعنية بالتدريب الكافي وتيسير الوصول إلى معدات الإطفاء المناسبة وتحسين أنظمة الرصد المبكر وتطوير خطط التحكم والرصد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. مطالبات بتدخل حكومي لمنع حرائق بطاريات الليثيوم أيون من "ذا هيرالد" الإسكتلندية.