أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، عن أمله بالتوصل إلى اتفاقيات تجارية "جيدة" مع عدة دول منها الصين والاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أنه "ليس في عجلة من أمره"، متوقعًا فرض رسوم جمركية أساسية كبيرة على السلع المستوردة.
وعبّر ترامب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال لقاء في البيت الأبيض، عن تفاؤلهما بحل "التوترات التجارية" التي "أضرت" بالعلاقات الأميركية الأوروبية، كما أشار الرئيس الأميركي إلى سعي بلاده للتوصل إلى "اتفاق جيد" مع الصين.
وأضاف ترامب ردًا على سؤال بشأن ما إذا كان قلقًا من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لـ3 دول من حلفاء الولايات المتحدة وهي فيتنام وماليزيا وكمبوديا: "لا، لا أحد يستطيع منافستنا، لا أحد، وسنتوصل إلى اتفاق، وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق جيد جدًا مع الصين" التي فرضت عليها إدارة ترامب رسومًا تصل إلى 245%.
وأشار ترامب، إلى أن الولايات المتحدة "أجرت عدة مفاوضات وعلى أعلى مستوى مع دول أخرى"، لافتًا إلى أن الأمور "تسير بشكل جيد جدًا، ونتقدم على صعيد التجارة بشكل جيد للغاية"، مشددًا على أنه سيبرم "اتفاقيات عادلة".
وأكد أنه سيكون هناك اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي قبل انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية ومدتها 90 يومًا، مضيفًا: "لن نواجه أي مشكلة تُذكر لإبرام اتفاق مع أوروبا أو أي جهة أخرى، لأن لدينا ما يريده الجميع".
وتابع: "ستكون هناك اتفاقية تجارية بنسبة 100%. لماذا تعتقدون أن هذا لن يحدث؟ بالطبع ستكون هناك اتفاقية تجارية.. فلديهم رغبة شديدة لإبرام صفقة، وأتوقع ذلك لكنها ستكون اتفاقية عادلة".
ولم يتحدث ترامب عن إمكانية عقد اجتماع من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لكنه ذكر أنهم "عقدوا عدة اجتماعات مع عدة دول ومنها اليابان".
لكنه أضاف: "ليست في عجلة من أمري للإعلان عن إبرام الاتفاقيات مع دول محددة، ولكن في مرحلة ما ستصدر تلك إعلانات".
تلتقي رئيسة وزراء إيطاليا بترامب في واشنطن حيث تسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة وسط مخاوف من شق الجبهة الأوروبية.
من جهتها أعربت ميلوني، التي كانت تجلس على طاولة واحدة أمام ترامب، عن ثقتها من إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري، وقالت: "أنا متأكدة من إمكانية التوصل إلى اتفاق، وأنا هنا للمساعدة في ذلك".
وبينما أوضحت عدم قدرتها على إبرام اتفاق تجاري نيابة عن الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى قدرتها على أن تكون "المفاوض الرئيسي" بين ترامب والدول الأوروبية.
وتوقعت ميلوني، أن يتحدث الجانبان "بصراحة عن احتياجات الطرفين، وأن يتوصلا إلى نتائج في هذا الصدد".
وبعدما أعلنت عن دعوتها لترامب لزيارة إيطاليا، قالت إنها تتوقع أن تعلن روما في اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو" المقرر في يونيو المقبل، أن بلادها ستتمكن من الوفاء بمتطلبات الحلف التي تتضمن إنفاق كل دولة عضو 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الإنفاق الدفاعي.
وقال مسؤولان أميركيان كبيران للصحافيين قبل الزيارة، إن "ترامب وميلوني تربطهما علاقة خاصة جدًا"، وإنه يعتبرها "مفاوضة مهمة" بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشار أحد المسؤولين، إلى أن "ترامب سيوضح في المحادثات توقعه من إيطاليا وجميع دول أوروبا أن تقوم بدورها لتكون شركاء تجاريين جيدين مع الولايات المتحدة".
وتواجه ميلوني ضغوطًا داخلية لحماية الاقتصاد الإيطالي المعتمد على التصدير، والذي حقق العام الماضي، فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة قدره 40 مليار يورو (45.4 مليار دولار).
وتصاعدت التوترات مؤخرًا في العلاقات التجارية بين واشنطن وبروكسل خلال الأشهر الماضية، إذ اتهم ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه من "أسوأ المتعاملين تجاريًا مع الولايات المتحدة".
وازدادت حدة التوتر بعدما فرضت واشنطن رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية، ما دفع بروكسل للرد برسوم مضادة بلغت قيمتها أكثر من 20 مليار يورو على المنتجات الأميركية، إلا أن هذه الرسوم تم تعليقها مؤقتًا لمدة 90 يومًا، بعدما علّقت إدارة ترامب بدورها جولة ثانية من الرسوم على السلع الأوروبية للمدة نفسها.
وقال المتحدث التجاري في المفوضية الأوروبية، أولوف جيل، في بيان: "كما أكدنا منذ البداية، نحن نفضل التفاوض على فرض الرسوم، لما لها من ضرر على اقتصاداتنا، وشركاتنا، ومستهلكينا".
وأشار إلى أن "المفوضية الأوروبية تواصل الاستعداد لإجراءات مضادة إضافية في حال فشلت المفاوضات" مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن "كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة".