غرق أكثر من 700 فدان في توقيت غير معتاد وقبل أسابيع من موسم الحصاد تعرضت محافظة المنوفية لغمر مفاجئ لمئات الأفدنة من الأراضي الزراعية بعد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل ما تسبب في خسائر كبيرة للأهالي الذين يعتمدون على هذه الأراضي كمصدر رزق وحيد.
غرق أكثر من 700 فدان
بلغت المساحات المتضررة حتى يوم الأحد الماضي نحو 798 فدانًا موزعة على عدة مراكز أبرزها أشمون التي غمرت فيها المياه أكثر من ستمئة فدان وتشير الشهادات من الأهالي إلى أن المياه تدفقت بسرعة غير متوقعة وبدون إنذار كاف مما أدى إلى تلف محاصيل كانت على وشك الحصاد.
شهادات مؤلمة من قلب الأزمة
يحكي عبد الحكيم محمد من قرية ساقية المنقدي أن محصول السمسم تلف بالكامل ويعبر عن عجزه أمام حجم الخسارة وعبء الإيجار السنوي الذي يظل مطالبًا بسداده رغم ضياع كل ما زرعه، ويضيف مزارع آخر من نفس المنطقة أنه يزرع محاصيل قصيرة الأجل لتفادي الخسارة لكنه رغم ذلك خسر محصول البرسيم الذي كانت مواشيه تعتمد عليه، وفي قرية دلهمو يروي الحاج عاطف محمود كيف أجبرته المياه على ترك منزله مع أسرته مؤكدًا أن الوضع يتكرر لكن توقيته هذه المرة يثير القلق.
خبير مائي يشكك في التوقيت والسبب
الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية شكك في توقيت الغمر واعتبره غير مبرر إذ إن موسم ارتفاع المنسوب عادة ما يكون في الخريف وليس في شهر أبريل وتساءل عما إذا كان الأمر مرتبطًا بتصرفات المياه من السد العالي أو باستعدادات غير معلنة لسد النهضة.
رد وزارة الري وتوضيح الموقف القانوني
وزارة الموارد المائية والري أكدت أن ما حدث طبيعي وأن الأراضي المتضررة هي أراض طرح نهر تخضع لمجرى النيل وتغمر سنويًا ووفقًا للمتحدث باسم الوزارة فإن هذه الأراضي مملوكة للدولة ويُسمح بزراعتها مقابل رسوم سنوية.

لكن تصاعد التكرار وزيادة الخسائر يشير إلى ضرورة مراجعة طرق الإنذار وتقديم الدعم العاجل للمزارعين الذين تضرروا خاصة أن الوضع قد يحمل تغيرات في نمط جريان النهر تحتاج إلى دراسة أعمق.