قد يتعزز التخلص من الوقود الأحفوري، الذي يعتمد عليه العالم إلى حد كبير حاليًا، بموجب رسوم ترمب الجمركية.
وأشار الخبير الإستراتيجي لدى شركة استشارات الطاقة إمبر، ومقرها الرئيس في لندن، كينغزميل بوند، إلى أن هذه الرسوم الجمركية قد تُساعد العالم على التخلص من إدمانه للوقود الأحفوري، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف: "الخلاصة هي أن العالم يعتمد على الوقود الأحفوري المستورد تحت مظلة "السلام الأميركي"، "ونتيجة لزعزعة ترمب لهذا الوضع، سيلجأ الناس إلى مصادر الطاقة المحلية، التي تعني في معظم الحالات مصادر الطاقة المتجددة والكهربة".
وفي حال صحّ هذا التوقع، فسيُهمّش دور الولايات المتحدة، وتحديدًا رسوم ترمب الجمركية، ويعزز استقلال الدول الأخرى ونفوذها السياسي.
نمو الطاقة المتجددة
على الرغم من أن الخبير الإستراتيجي لدى شركة استشارات الطاقة إمبر (Ember) كينغزميل بوند، يظلّ متفائلًا بشأن نمو الطاقة المتجددة، والمضخات الحرارية، وثورة السيارات الكهربائية عالميًا؛ فإنه يرى مسارًا أبطأ وأقلّ تلويثًا لدى الولايات المتحدة.
وأوضح بوند أنه نظرًا إلى عدم امتلاك معظم الدول كميات وفيرة من النفط والغاز داخل حدودها؛ فإنها بحاجة إلى استيراد الوقود الأحفوري.
وألمح إلى أن هذه الدول تحتاج إلى الثقة بإمداداتها من الوقود الأحفوري وأسعار الطاقة التي تدفعها، ومع تآكل هذه الثقة، ستبحث هذه الدول عن بدائل.

وأكد بوند أن معظم الدول لا تملك القدرة على تصنيع موارد متجددة، مثل الألواح الشمسية، أو توربينات الرياح، أو بطاريات التخزين الشبكية؛ لذا فهي مضطرة لاستيرادها.
ويرى أن الفرق يكمن في أن شحنة من الديزل أو الغاز المسال تُغذي الاقتصاد المحلي لبضعة أيام أو أسابيع، في حين تُغذي تقنيات الطاقة المتجددة الاقتصاد المحلي لعقود.
رسوم ترمب الجمركية وأمن الطاقة
قال كبير مسؤولي الإستراتيجية لمسارات الطاقة لدى شركة كارلايل إنفستمنتس (Carlyle Investments) جيف كوري، في منشور على موقع لينكد إن هذا الأسبوع: "يُعَد الأمن الآن أمرًا بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن تحول الطاقة على وشك التسارع مجددًا".
ومن المرجح أن تستمر الطاقة النووية والمتجددة في التوسع بسرعة خلال السنوات المقبلة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، سيتوسع الوقود الأحفوري -وإن كان بوتيرة أبطأ- مع استبدال الغاز الطبيعي بالنفط وتلاشي الفحم.
وأشار كوري إلى أن المخاوف المناخية ستتراجع أمام السعي لتحقيق الأمن؛ حيث ستُنشئ الدول مزيجًا متنوعًا من الطاقة عبر مصادر متعددة لحماية نفسها عن المخاطر الجيوسياسية، والاقتصادية الكلية، والمالية.
وأوضح أن "الأمن يُحفّز إيرادات أعلى وتسريع عملية الانتقال، وأن الوقود الأحفوري جذاب بسبب إمكان تداوله".
سيناريوهات تحول الطاقة لدى شركة شل
في عام 2021، نشرت شركة شل الأنغلوهولندية (Shell) تقريرًا بشأن سيناريوهات تحول الطاقة، حيث تصورت 3 مسارات محتملة للعالم.
وكان المساران الأولان نموذجين للانتقال الناجح إلى طاقة محايدة كربونيًا، على الرغم من اختلافهما في مدى سرعة هذا التحول بما يكفي لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
أما المسار الثالث؛ فقد بدا مشابهًا جدًا لما يحدث اليوم، حيث تُعكّر فوضى رسوم ترمب الجمركية صفو الاقتصادات العالمية، وهو ما أطلقت عليه شل اسم "سيناريو الجُزُر".
في سيناريو الجُزُر، تُقرر الحكومات والمجتمعات التركيز على أمنها، مع تركيز جديد على القومية التي تُهدد بتفكيك النظام الجيوسياسي لما بعد الحرب.

على الرغم من أن المسار الطبيعي لاستبدال المعدات والبنية التحتية ونشر التقنيات النظيفة يُحقق تقدمًا، ويؤدي في النهاية إلى الحياد الكربوني؛ فإن العالم يتجاوز الجدول الزمني ولا يُحقق هدف اتفاق باريس للمناخ".
وصرح الخبير الاقتصادي بجامعة كولومبيا جيرينو فاغنر، هذا الأسبوع، بأن فوضى الرسوم الجمركية التي شهدناها الأسبوع الماضي تجاوزت حدود المعقول.
وقال: "لا شيء من هذا، بأي حال من الأحوال، أو شكل أو صورة، يُعد منطقيًا".
وأردف: "سنكون جميعًا أكثر فقرًا بسبب ذلك. سيكون الكوكب أكثر حرارة بسبب ذلك"، و"سيتمثل أحد التأثيرات في ارتفاع أسعار الألواح الشمسية بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 46% على فيتنام، وهي مصدر رئيس للألواح الشمسية إلى الولايات المتحدة".
وأضاف: "على الرغم من أن هذه الرسوم قد أوقفت الآن؛ فإنها لا تزال بمثابة سيف مسلط على رؤوس جميع المصنعين والشاحنين والمستوردين المشاركين في توريد هذه الألواح إلى العملاء في الولايات المتحدة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..