القيامة , يعد عيد القيامة المجيد من أهم الأعياد المسيحية، وتحديد موعده يخضع لاعتبارات فلكية وروحية دقيقة، تختلف بين الكنائس الشرقية والغربية. وقد أوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الطريقة التي يتم بها تحديد هذا العيد العظيم، ولماذا يُحتفل به دومًا يوم أحد، في فصل الربيع.
موعد عيد القيامة بين اكتمال القمر والاعتدال الربيعي
أوضح الدكتور تادرس أن العيد يُحتفل به دائمًا في فصل الربيع، ويقع دومًا يوم الأحد، وفقًا لحسابات فلكية دقيقة تعتمد على الاعتدال الربيعي ومرحلة اكتمال القمر. يتم تحديد موعد العيد بأنه الأحد الذي يلي أول بدر يظهر بعد يوم 21 مارس، وهو تاريخ الاعتدال الربيعي.
في عام 2025، كان أول بدر بعد الاعتدال الربيعي قد حدث يوم الأحد 13 أبريل، وبالتالي فإنه سيُحتفل به في الأحد التالي، أي يوم 20 أبريل 2025. ويُعد هذا النمط في تحديد الموعد ثابتًا في جميع الكنائس، لكنه يختلف من حيث التقويم المعتمد بين الطوائف المختلفة.
الفرق بين الكنائس الشرقية والغربية في تحديد تاريخ عيد القيامة
الكنائس الغربية، مثل الكاثوليكية والبروتستانتية، تعتمد في تحديد الموعد على التقويم الغريغوري، وهو التقويم الميلادي المُعدّل الذي أدخله البابا غريغوريوس الثالث عشر عام 1582. وبهذا النظام، يقع العيد بين 22 مارس و25 أبريل من كل عام، وقد يتوافق أو يختلف مع موعد عيد الفصح اليهودي.
أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فتتبع في حسابها ما يُعرف بـ حساب الأبقطي، الذي وضعه البابا ديمتريوس الكرام، البطريرك الثاني عشر للكنيسة. ويعتمد هذا الحساب على التقويم القبطي، وهو تقويم شمسي قديم يُعرف أيضًا بتقويم الشهداء، ويتوافق مع التقويم اليولياني (الميلادي غير المُعدّل)، والذي يتأخر عن الغريغوري بنحو 13 يومًا.
بناء على هذا الحساب، يقع في الكنيسة القبطية دائمًا ما بين 4 أبريل و8 مايو، ويأتي بعد عيد الفصح اليهودي، تأكيدًا على التسلسل الزمني للصلب والقيامة بحسب الرواية الإنجيلية، ويتبعه مباشرة عيد شم النسيم يوم الإثنين.
حساب الكنيسة القبطية ومعجزة النور المقدس
لفت الدكتور تادرس إلى نقطة مهمة تؤكد دقة حساب الكنيسة القبطية، وهي أنه يتفق تمامًا مع معجزة النور المقدس التي تحدث كل عام في كنيسة القدس، ليلة عيد القيامة، يوم السبت المعروف بـ “سبت النور” أو “سبت الفرح”. في هذا اليوم، يخرج نور عجيب من قبر السيد المسيح، في مشهد روحاني مذهل يتكرر سنويًا ويشاهده آلاف الحجاج.
وأشار تادرس إلى أن العالم المسيحي بأكمله كان في السابق يتبع الكنيسة القبطية في تحديد موعد عيد القيامة، حتى تم تعديل التقويم الميلادي في عام 1582، مما أدى إلى اختلاف المواعيد بين الشرق والغرب.
