أخبار عاجلة

تخصيب اليورانيوم.. كلمة سر نجاح محادثات "الاتفاق النووي" بين إيران وأميركا

تخصيب اليورانيوم.. كلمة سر نجاح محادثات "الاتفاق النووي" بين إيران وأميركا
تخصيب اليورانيوم.. كلمة سر نجاح محادثات "الاتفاق النووي" بين إيران وأميركا

تشير تصريحات مسؤول إيراني، بشأن مفاوضات البرنامج النووي بين واشنطن وطهران، إلى أن شروط الجانبين تتمحور حول تخصيب اليورانيوم، وأنه سيكون كلمة سر نجاح أو فشل تلك المفاوضات.

واشترطت إيران الحصول على ضمانات لعدم خروج أميركا مجددًا من الاتفاق مقابل مرونة في هذه المسألة، وفي المقابل تصر الولايات المتحدة على وقف التخصيب والتخلص منه.

وتبدأ الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران، في العاصمة الإيطالية روما، بمقر سفارة سلطنة عمان، التي استضافت الجولة الأولى الأسبوع الماضي، اليوم السبت 19 أبريل/نيسان 2025، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من الاتفاق النووي الإيراني المُبرم عام 2015، بين الدولتين، إضافة للدول الأوروبية، وذلك خلال مدة رئاسته الأولى عام 2018، زاعمًا في ذلك الوقت خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ومطالبًا بشمول البرنامج هذه الصواريخ، من بين شروط العودة للاتفاق.

إلا أن إيران رفضت حينها هذا المطلب؛ لذلك عاقبتها أميركا بمزيد من العقوبات والحصار الاقتصادي. ولم ينجح خلف ترمب -جو بايدن- في تحريك المياه الراكدة بهذا الشأن.

وعاد ترمب إلى البيت الأبيض، وأعلن أن بلاده ستجري مفاوضات مع إيران، ملوّحًا بمبدأ العصا والجزرة، بمعنى أن واشنطن ستبرم اتفاقًا، وعلى طهران الاستجابة، وإلا ستتحمل العواقب، والتي قد تصل إلى هجوم عسكري.

ورغم ذلك؛ فقد أشارت مصادر إلى أن إيران لا تزال على موقفها بشأن الصواريخ الباليستية، لكنها ستسمح بمناقشة نسبة تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي.

خلاف لعقدين

رغم تكرار كل من واشنطن وطهران ترديد تفضيلهما المسار الدبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني؛ فإنهما ما زالت رؤيتهما متباعدة جدًا في مناطق خلافية لمدة عقدين، وفق مسؤول إيراني كبير.

وأضاف أن إيران لن تسمح بتجاوز "الخطوط الحمراء" التي فرضها المرشد الأعلى علي خامنئي، وهي غير قابلة للمساومة في المفاوضات مع أميركا بشأن البرنامج النووي.

وقال المسؤول الكبير، الذي رفض الكشف عن هويته، إن طهران لن تقبل بتفكيك أجهزة الطرد المركزي لعمليات تخصيب اليورانيوم، أو حتى توقف عملية التخصيب تلك، أو حتى تخفض معدل تخصيب اليورانيوم عن النسبة المتفق عليها في الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

وتابع "أن طهران لن تتفاوض أيضًا على برنامج الصواريخ الباليستية.. هي لن تكون ضمن أي اتفاق نووي.. طهران فهمت من المفاوضات غير المباشرة في عُمان أن واشنطن لا تريد منها وقف كل الأنشطة النووية، وهذا الأمر قد يكون أرضية مشتركة لبدء مفاوضات عادلة".

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من نيويورك تايمز

وأعلنت طهران، أمس الجمعة 18 أبريل/نيسان 2025، أن التوصل إلى اتفاق نووي مع أميركا ممكن بشرط ألا تطلب الأخيرة طلبات غير واقعية.

في المقابل قال كبير المفاوضين الأميركي ستيف ويتكوف، على منصة "إكس"، منتصف الأسبوع الماضي: "يجب أن تتوقف بل تلغي إيران تخصيب اليورانيوم" شرط التوصل إلى اتفاق نووي.

من جهة أخرى ردت إيران بأنها مستعدة للعمل مع وكالة الطاقة الذرية الدولية؛ "فهي الكيان الوحيد المقبول لديها في هذه العملية".

تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي

يبلغ عدد أجهزة الطرد المركزي التي تعتمد عليها عملية تخصيب اليورانيوم في إيران 17 ألف جهاز؛ لذلك يرى مسؤولون دبلوماسيون قريبون من المفاوضات الحالية مع واشنطن أنها أهم عنصر.

وأشارت مصادر في طهران إلى أنها قدمت إلى مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، مقترحًا بشأن تخصيب اليورانيوم، يُنفذ عبر 3 مراحل، وأنه لاقى قبولًا لدى ويتكوف.

ووفق وسائل إعلام محلية في طهران؛ فالمقترح يتضمّن خفض تخصيب اليورانيوم تدريجيًا، حتى تصل إلى مستوى لا يزيد على 3.67%، وهي النسبة المقررة في الاتفاق النووي المُبرم خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، لكن بشرط رفع حصة كبيرة من العقوبات الاقتصادية؛ بما فيها السماح بتصدير النفط الإيراني.

كما تضمّن المقترح الإيراني نقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة (غير إيران وأميركا)، مقابل مزيد من إلغاء العقوبات الأميركية على طهران.

اليورانيوم في إيران

ولم توضح المصادر ما هو الإجراء الذي يمكن فعله لأجهزة الطرد المركزي التي زاد عددها إلى أكثر من ضعفي العدد المسموح به في الاتفاق النووي؛ عقب انسحاب أميركا في 2018؛ ما يسمح بتنقية اليورانيوم بنسبة تفوق الـ90%، وتصنيع أسلحة نووية.

وسمح الاتفاق النووي بوجود 5 آلاف جهاز طرد مركزي، وتخزين 7.5 ألف جهاز، وبعد انسحاب أميركا زاد إلى 17 ألف جهاز خلال عقد من الزمن.

ولم تكتفِ إيران بزيادة عدد الأجهزة، بل نشرت نماذج أكثر تطورًا ذات إنتاجية أعلى. وإذا سُمح لطهران بالاحتفاظ بجزء كبير من هذه البنية التحتية؛ فيمكنها استئناف التخصيب بمستويات أعلى في أي وقت.

وقالت جمعية الحد من الأسلحة في عام 2022: "إن العديد من انتهاكات إيران التصعيدية أدّت إلى اكتسابها معارف وخبرات جديدة لا يمكن عكس مسارها".

ويدفع اقتصاد إيران المنهار بفعل العقوبات، والذي انعكس في خسارة عملتها نصف قيمتها منذ سبتمبر/أيلول 2024، إلى الاستمرار في المفاوضات، وتقديم تنازل في مسألة تخصيب اليورانيوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الوزير "فوزي": رسالة مصر التي يعبر عنها رئيسها أن مصر دولة داعية دائمًا للسلام.. ومتانة نسيجها المجتمعي بسبب قوة مؤسساتها
التالى بعد التعادل في الذهاب أمام صن داونز.. سيناريوهات تأهل الأهلي لنهائي دوري أبطال إفريقيا