الثلاثاء 22 ابريل 2025 | 01:14 مساءً

صاروخ كوريا الشمالية
في سباق تسلّح محموم، تواصل كوريا الشمالية تطوير ترسانتها العسكرية بأنظمة أكثر تطورًا وفتكًا، ساعيةً لمضاهاة جارتها الجنوبية، بل والتفوق عليها.
وآخر ما كشفت عنه بيونغ يانغ هو الصاروخ KN-35 شبه الباليستي، وهو سلاح استراتيجي قادر على حمل رؤوس نووية، ويُشكل تحديًا مباشرًا لمنظومة الدفاع الجوي الأمريكية المتطورة "ثاد" المنتشرة في كوريا الجنوبية.
ما هو صاروخ KN-35؟
في أبريل 2022، استعرضت كوريا الشمالية قوتها بإطلاق صاروخ KN-35، وهو صاروخ باليستي قصير المدى يُعد إضافة نوعية لترسانتها النووية المتنامية، والغريب في الأمر أنه يحمل أوجه تشابه لافتة مع صاروخ كوريا الجنوبية التكتيكي أرض-أرض KTSSM، وفقًا لتقرير مجلة The National Interest.
ويُشير تطوير هذا الصاروخ إلى إصرار بيونغ يانغ على تحديث قدراتها الصاروخية قصيرة المدى، وتعزيز دقة صواريخها، واختراق أنظمة الدفاع الصاروخي الإقليمية التي تُنفق عليها سيول وواشنطن المليارات.
كيف يعمل صاروخ KN-35؟
على الرغم من التكتّم الشديد حول تفاصيل KN-35، إلا أن المؤكد أنه يعمل بالوقود الصلب، وهو مصمم خصيصًا للاستخدام التكتيكي في ساحة المعركة، بمدى يصل إلى 300 كيلومتر تقريبًا، وهذه المواصفات تجعله مثاليًا للضربات الخاطفة قصيرة المدى.
ويمنح نظام الدفع بالوقود الصلب الصاروخ KN-35 سرعة فائقة في الإطلاق، ويقلل من نقاط ضعفه مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، والتي تتطلب عمليات تعبئة تستغرق وقتًا، مما يمنح العدو فرصة للرد.
هذه الميزة تعزز بشكل كبير قدرة الصاروخ على النجاة من أي ضربات استباقية محتملة، وهو أمر حيوي في ظل استراتيجية "سلسلة القتل" التي تتبناها كوريا الجنوبية لتحييد التهديدات الصاروخية الشمالية في بداية أي نزاع.
شبح كوري جنوبي بنكهة نووية
المثير للدهشة هو التشابه الكبير بين KN-35 ونظام KTSSM الكوري الجنوبي، ورغم التعتيم الإعلامي من بيونغ يانغ، لجأ المحللون إلى المقارنة والاستدلال للحصول على معلومات حول الصاروخ الشمالي، هذا التشابه يشير إلى أن KN-35 نظام مدمج ومتحرك، مصمم للانتشار السريع والضربات الدقيقة.
وتشير التحليلات المتاحة إلى أن KN-35 يتمتع بقدرة حمولة تتراوح بين 250 و500 كيلوجرام، ويُرجّح أنه قادر على حمل رؤوس حربية تقليدية شديدة الانفجار، أو ربما حمولات كيميائية، وهو أمر ليس مستبعدًا بالنظر إلى برامج الأسلحة البيولوجية والكيميائية المتطورة لكوريا الشمالية، لكن الأخطر من ذلك هو المخاوف المتزايدة من قدرة KN-35 على حمل أسلحة نووية، مما يجعله تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا.
منصات إطلاق شبحية وأنظمة توجيه متطورة
على غرار العديد من الأنظمة الصاروخية الكورية الشمالية الأخرى، يُعتقد أن KN-35 يُطلق من منصات نقل وإطلاق متحركة (TEL)، قد تكون ذات عجلات أو مجنزرة، مما يمنحه القدرة على التخفي وسط التضاريس الوعرة في كوريا الشمالية.
أما نظام التوجيه الخاص به، فيظل لغزًا محكم الإغلاق، ومع ذلك، يُعتقد أنه يتضمن تقنيات ملاحة حديثة، قد تشمل أنظمة تعتمد على الأقمار الاصطناعية، مثل نظام GLONASS الروسي أو حتى نظام BeiDou الصيني.
تجارب متواصلة لتعزيز الدقة والجاهزية
منذ أبريل 2022، يُعتقد أن كوريا الشمالية أجرت ما لا يقل عن 5 عمليات إطلاق تجريبية لنظام KN-35، كان آخرها الشهر الماضي، هذه التجارب المتواصلة تُشير إلى تركيز بيونغ يانغ على تحسين دقة الصاروخ وجاهزيته التشغيلية.
ويُرجّح أن تصميم الصاروخ يستفيد من خبرة كوريا الشمالية في أنظمة سابقة مثل KN-23 و KN-24، والتي تتميز بمسارات شبه باليستية تجعل اعتراضها أكثر صعوبة على أنظمة الدفاع الصاروخي.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.