علقت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، على تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي الذي جاء مضمونها أنه ينكر حجاب المرأة، قائلة" الدكتور سعد الهلالي الذي ينكر حجاب المرأة يفعل مثل ما كان يفعل سلفه من المنافقين بالمدينة".
تعليق الدكتورة إلهام شاهين على تصريحات سعد الدين الهلالي
وكتبت في منشور لها:"ناعق يتحدث في شأن ملابس المرأة يزعم أنه لديه علم لم يأت به الأولون والآخرون، فيدعي كذبًا وزورًا من القول أنه لم يرد على ذلك نص ، وأن حجاب المرأة والذي يقصد به غطاء رأسها لم يرد له أصل في الدين ويستدل على قوله هذا بعدة أدلة".
وأشارت إلهام شاهين على الأدلة التي استدل بها "الهلالي" في قوله:
أولًا: يزعم أن العلماء القدامى حرفوا وبدلوا وغيروا جملة (ستر العورة فريضة) إلى (الحجاب فريضة)، قال ذلك دون أن يذكر لنا متى ظهر هذا الدليل؟ وأين ظهر؟ وعلى يد من بدأ ؟وبيد من انتشر وظهر القول به؟ واتحداك أن تجيب على أي سؤال منها.
ثانيًا: زعم أن الدليل الوحيد على ملابس المرأة حديث لا يصح عن رسول الله وهو ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا- وأشار إلى وجهه وكفيه. قال أبو داود: هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها، مضيفة أنه يزعم هذا رغم أن الحديث لم يؤخذ منه حكم الوجوب في ملابس المرأة وإنما أخذ من القرآن الكريم
ثالثًا: زعم أنه لا يوجد دليل على فرضية الحجاب للمرأة.
وتابعت:"ونسي هذا الناعق أو تناسى الآيات البينات التي نستمد منها حكم ملابس المرأة ووصفها وتلك الآيات في السورة التي بدأها الله ببيان أن كل أحكامها مفروضة وهي سورة النور ففي أول آية يقول الله تعالى: " سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)النور
واسترسلت، قد بَيَّنَ الله فيها صفة ملابس المرأة من الخمار وهو غطاء الرأس إلى الجلباب مرورا بزينتها الظاهرة والخفية فقال عز و جل: "
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..." النور ٣١، فهذه الزينة الظاهرة الوجه والكفين كما ورد في تفسير الجلالين". وبالنسية لما يجب خفاؤه من زينة المرأة عن الأجانب، نوهت"شاهين":"ما يجب إخفاؤه من زينة المرأة عن الأجانب فهو من أعلى جسدها يبدأ من الرأس بشعرها وعنقها ثم صدرها وذلك يغطى بالخمار .
حكم مخالفة أوامر الله تعالى بشأن الحجاب
وأضافت: "الآية بدأها الله تعالى بلام الأمر والجزم التي نعرف منها أن ذلك فرض علينا فقال تعالى: " ...وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ..."
وهو أمر تبعه نهي عن إظهار الزينة للأجانب فقال تعالى: ".. وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..." النور ٣١.
وأما بخصوص مخالفة هذه الأوامر، أكدت: "ثم ختم الله الآيات بإظهار أن مخالفة تلك الأوامر ذنوب تستوجب التوبة فقال عز و جل: "..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)النور".
وشددت: بأن ما يجب أن ينتبه إليه المؤمنون والمؤمنات في الآية أن الله تعالى نبهنا إلى أن ملابس المرأة مما تحت الخمار وهو ما يسمى بالجلباب المذكور في سورة الأحزاب يجب أن يكون طويلًا ساترًا للكعبين موضع الزينة الخفية من الخلخال وأن المرأة المؤمنة يجب عليها ألا تفعل شيئا يدل على هذه الزينة الخفية تحتها فقال عز من قائل:"...وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ.." ٣١ النور.
الهدف من وراء مثل هذه التصريحات
وأوضحت أنها عندما ترى وتسمع أمثال الهلالي الذي وصفته بالعانق تتدكر "أصناف من المنافقين عاشوا في المدينة كانوا يهدفون إلى زعزعة الدين في نفوس المسلمين، والتشكيك في النبي صلى الله عليه وسلم وفي آل بيته، وفي القرآن الكريم ومثل هذا الصنف من الناس لا يزال يعيش بيننا أمثاله ويظهرون علينا في كل وسائل الإعلام، ويجدون لهم على الشر أعوانًا سماهم الله بالمرجفين في المدينة وقد توعدهم الله باللعن في الدنيا والعذاب في الآخرة فقال فيهم لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61)الأحزاب .
واختتمت حديثها: "من أعجب ما ترى أن تأتي هذه الآيات بعد أمر الله بستر المرأة بالجلباب اقرءوا إن شئتم، واسنشهدت بقوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) ۞ لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)الأحزاب”.