اقرأ في هذا المقال
- قطر أكبر مورد للغاز المسال إلى بنغلاديش
- يمضي إنتاج الغاز المحلي في مسار نزولي بمعدلات مطردة
- تستعد بنغلاديش لسداد مدفوعات الغاز الطبيعي المسال المحسوبة عليها
- بنغلاديش تخطط لسداد مستحقات عليها لدى قطر بقيمة 37 مليون دولار
- لامست أسعار الغاز ذروتها عقب اشتعال فتيل الحرب بين روسيا وأوكرانيا
تخوض بنغلاديش مفاوضات مع شركة قطر للطاقة، من أجل تعزيز تأمين إمداداتها من شحنات الغاز المسال الذي يتزايد الطلب عليه محليًا مع تراجع إنتاج البلاد من الغاز، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُعدّ دولة قطر أكبر مورّد للغاز المسال إلى بنغلاديش، وتسعى للحفاظ على كونها المورّد المفضّل لشركائها في أسواق جنوب آسيا.
ولا تكتفي دكا باتفاقيات الغاز المسال طويلة الأجل المبرَمة بينها وبين الدوحة، وإنما تسعى لإبرام اتفاقيات أخرى، سواء مع البلد الخليجي أو مع شركات من جنسيات أخرى، من بينها أوكيو العمانية، وإكسليريت إنرجي (Excelerate Energy)، وساميت للنفط والشحن المحدودة (Summit Oil and Shipping Co Ltd).
ويمضي إنتاج الغاز المحلي في مسار نزولي بمعدلات مطردة؛ ما اضطر الحكومة إلى رفع واردات الغاز المسال، ومع نهاية 2024، هبط الإنتاج اليومي ليتراوح ما بين 2 و2.1 مليار قدم مكعبة، قبل أن يتراجع حاليًا إلى ما دون 1.9 مليار قدم مكعبة، مع توريد 950 مليون قدم مكعبة من الغاز المسال.
استثمارات ضخمة
طالبت بنغلاديش قطر بضخ استثمارات في محطة غاز مسال برية في مدينة ماتارباري على ساحل جنوب شرقي بنغلاديش بسعة مليار قدم مكعبة يوميًا، بالإضافة إلى محطة غاز مسال عائمة رابعة، بحسب مسؤولين في وزارة الطاقة البنغالية.
وتعهّد وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي بتخصيص استثمارات في قطاع الطاقة في بنغلاديش خلال لقائه كبير المستشارين البنغالي محمد يونس على هامش قمة "إرثنا 2025" في الدوحة.
ويشغل الكعبي كذلك منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، التي أبرمت بنغلاديش معها أول عقد طويل الأجل في عام 2017.
ولتعزيز ثقة المستثمرين القطريين، تتأهب بنغلاديش لسداد مدفوعات الغاز المسال المستحقة عليها كافّة إلى دولة قطر، والبالغ قيمتها 37 مليون دولار، وفق مسؤولين في وزارة الطاقة البنغالية.
وقال الخبير الاقتصادي البنغالي فوز الكبير خان: "عقدنا اجتماعًا مثمرًا مع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، وطلبنا استثماراتٍ في قطاع الطاقة، إلى جانب إمدادات غاز مسال إضافية (من 10 إلى 12 شحنة) بموجب العقود الحالية".
وأضاف خان: "نحن نخطّط لبناء محطة غاز مسال برية ووحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة رابعة عبر مناقصة مفتوحة، ودعوة قطر إلى المشاركة في عملية تقديم العطاءات".
وتابع: "وزير الدولة القطري أعرب عن دعمه الكامل، وأكد لنا ضخ استثمارات قطرية في قطاع الطاقة البنغالي، وكانت هناك حالة من السرور والرضا لدى القطريين، لأننا سددنا كل المدفوعات المستحقة لهم لدينا بشأن واردات الغاز المسال من شركة قطر للطاقة".
37 مليون دولار مستحقات
تخطّط بنغلاديش لسداد مستحقات عليها لقطر بقيمة 37 مليون دولار بحلول الـ23 من أبريل/نيسان الجاري، عن فواتير واردات غاز طبيعي مسال من شركة قطر للطاقة.
وقالت شركة بتروبانغلا (Petrobangla) الحكومية للنفط والغاز، وهي مستورد الغاز المسال الوحيد في بنغلاديش، إنها ستدفع 5 ملايين دولار إلى شركة قطر للطاقة في الموعد المذكور، على أن تدفع القيمة المتبقية البالغ قوامها 23 مليون دولار في اليوم التالي الموافق الـ24 من أبريل/نيسان الجاري.
وقال مدير بتروبانغلا أي كيه إم، ميزان الرحمن: "لقد صنعنا نافذة لسداد المستحقات كافّة إلى الشركة القطرية بحلول الـ23 من أبريل/نيسان الجاري".
وحققت بنغلاديش تقدمًا كبيرًا في سداد فواتير واردات الغاز المسال من موردَيْن رئيسين، هما قطر للطاقة وشركة أوكيو العمانية منذ أن استولت الحكومة المؤقتة على السلطة في الـ5 من أغسطس/آب (2024)؛ إذ انخفضت فواتير الاستيراد إلى أقل من 100 مليون دولار.
وعلى مدى 8 أشهر ونصف الشهر الماضية، لامست فواتير المدفوعات المستحقة على دكا 67.62 مليون دولار بدءًا من الـ21 من أبريل/نيسان الجاري، التي كانت تبلغ 317.48 مليون دولار في الـ5 من أغسطس/آب (2024).
ومن أصل 67.62 مليون دولار مستحقة على بنغلاديش، تبلغ مستحقات الشركات، وتحديدًا قطر للطاقة وأوكيو العمانية، لدى دكا 37 مليون دولار، و30.62 مليون دولار على التوالي.
وقال مدير بتروبانغلا أي كيه إم، ميزان الرحمن: "مدفوعاتنا تحسّنت بصورة كبيرة على مدى الأشهر الـ8 الماضية، ونحن ملتزمون بسداد جميع فواتير واردات الغاز الطبيعي المسال خلال أبريل/نيسان الجاري".
وأضاف ميزان الرحمن: "إطلاق الدولارات من قِبل وزارة المالية في بنغلاديش لسداد الفواتير المستحقة على دكا جعل الأمر سهلًا؛ ما انعكس على تراجع مستحقات واردات الغاز المسال من 317.48 مليون دولار أميركي إلى 67.62 مليون دولار".
ووفق أحدث بيانات صادرة عن بتروبنغلا، سددت الحكومة المؤقتة في بنغلاديش حتى الآن 1.53 مليار دولار أميركي لاستيراد الغاز المسال على المدى الطويل، مقابل تكلفة استيراد بلغت 1.59 مليار دولار أميركي.
وبمقتضى عقد مدته 15 عامًا، ستصدّر قطر للطاقة ما يتراوح بين 1.8 و2.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال على الأقل، بتكلفة إجمالية تلامس 10.114 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

تعزيز التعاون مع قطر
في مواجهة أزمة الغاز الحادة التي أصابت الشركات والصناعات بالشلل، شرعت بنغلاديش في استيراد الغاز المسال من قطر للمرة الأولى في عام 2018.
ومع اشتعال فتيل الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، لامست أسعار الغاز ذروتها؛ ما جعل دولًا مثل بنغلاديش عُرضة لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال.
ومنذ ذلك التاريخ سعت دكا إلى إبرام المزيد من الصفقات طويلة الأجل، غير أنها أخفقت مع تراجع كبار موردي الغاز المسال بعد ارتفاع سعره القياسي في السوق الفورية، وبلغ 52 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وفي عام 2023، أبرمت بنغلاديش اتفاقية غاز مسال أخرى مدتها 15 عامًا مع قطر للطاقة.
وبموجب الاتفاقية المذكورة، ستزوّد الشركة القطرية بنغلاديش بنحو 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال بدءًا من شهر يناير/كانون الثاني (2026)؛ ما يعادل قرابة 200 مليون قدم مكعبة يوميًا لمدة 15 عامًا، على 24 شحنة، ويعادل ذلك 10.07 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية .
*(المليون طن سنويًا = 133 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا).

صفقات حالية وجديدة
تتولى شركتان عملية توريد الغاز المسال على المدى الطويل وهما: قطر للطاقة وأوكيو العمانية، واللتان شرعتا في توريد الوقود منخفض الانبعاثات إلى بنغلاديش في عامي 2018 و2019 على التوالي.
وتُورّد قطر للطاقة ما يتراوح بين 1.8 و2.5 مليون طن سنويًا بتكلفة 10.114 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لمدة 15 عامًا، في حين تُورّد أوكيو ما بين مليون و1.5 مليون طن سنويًا لمدة 10 سنوات بسعر 9.444 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وفي معرض استجابتها لاحتياطيات الغاز المتناقصة في بنغلاديش وتزايد الطلب من رواد الأعمال المحليين على إمدادات الغاز، أبرمت شركة بتروبنغالا 4 صفقات جديدة طويلة الأجل مع قطر للطاقة وأوكيو العمانية وإكسليريت إنرجي وشركة ساميت للنفط والشحن المحدودة.
وبدءًا من يناير/كانون الثاني (2026)، وبموجب الصفقات، ستوفر 88 شحنة جديدة من الغاز المسال، مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز سنويًا، بمتوسط سعر 10.396 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بناءً على سعر ثابت قدره 76 دولارًا للبرميل من خام برنت، مع علاوة تتراوح من 0.03 دولارًا إلى 0.05 دولارًا.
ومن بين الشركات الـ4 المذكورة، ستزوّد قطر للطاقة 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال إلى بنغلاديش بدءًا من يناير/كانون الثاني (2026)؛ ما يعادل قرابة نحو 200 مليون قدم مكعبة يوميًا لمدة 15 عامًا، على 24 شحنة بمعدل 10.07 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وستزوّد أوكيو العمانية 0.25 مليون طن سنويًا من الغاز المسال سنويًا، بحد أدنى 24 شحنة لمدة 10 سنوات، وبسعر 10.646 دولارًا أميركيًا.
ومن المقرر أن تزود إكسليريت إنرجي، ومقرها أميركا، 0.85 مليون طن سنويًا من الغاز المسال على الأقل، وبحد أقصى يصل إلى مليون طن سنويًا لمدة 15 عامًا، وبتكلفة تلامس 10.446 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وأبرمت شركة ساميت للنفط والشحن المحدودة اتفاقية لتوريد 1.5 مليون طن سنويًا لمدة 15 عامًا، موزعة على 24 شحنة سنويًا وتكلفة إجمالية تلامس 10.428 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.قطر تعد باستثمارات في قطاع الطاقة البنغالي من "ذا بيزنس ستاندرد".
2.بنغلاديش تخطط لسداد كل المستحقات عليها لدى "قطر للطاقة" من "ذا بيزنس ستاندرد".
3- قطر تتطلع لإبرام 4 صفقات غاز مسال جديدة من "ذا بيزنس ستاندرد".
4. يمضي إنتاج الغاز المحلي في مسار نزولي من "Prothom Alo English".