أخبار عاجلة
الأسمر والشميطي في تكريم "ذكرى" -
السيطرة على حريق شقة سكنية بحدائق القبة -

شبكة النقل في موسكو.. وصفة جاهزة لنجاح المغرب في تنظيم المونديال

شبكة النقل في موسكو.. وصفة جاهزة لنجاح المغرب في تنظيم المونديال
شبكة النقل في موسكو.. وصفة جاهزة لنجاح المغرب في تنظيم المونديال
شبكة النقل في موسكو.. وصفة جاهزة لنجاح المغرب في تنظيم المونديال
صور: هسبريس
توفيق بوفرتيح من موسكوالأربعاء 23 أبريل 2025 - 23:00

في قلب روسيا الاتحادية، حيث تلتقي الحداثة بالتراث، وتحديدًا في الحواضر الكبرى كالعاصمة موسكو، لم يعد امتلاك سيارة رمزًا للرفاهية أو الغنى، بقدر ما أضحى عبئًا ثقيلًا وحلًا غير عمليٍّ البتة، خاصة في ظل الازدحامات المرورية الخانقة ووجود نظام نقل متطور يُعد من بين الأكثر كفاءة على المستوى العالمي، يُحاكي في دقة رحلاته وصرامة مواعيده صرامة الروس والتزامهم بالوقت.

هنا “مترو موسكو”، الذي ليس مجرد وسيلة نقل يعتمد عليها ملايين الروس للتنقل بين ضواحي العاصمة، بل تحفة معمارية تحت الأرض، إذ تزين محطاته الضخمة – مثل محطة “كومسومولسكايا” الشهيرة – لوحاتٌ فنية وتماثيل ضخمة تشهد على بطولات الأمة الروسية التي لم تنحَنِ يوماً إلا لعظمتها وتاريخها المجيد، محوِّلةً بذلك الرحلات على متن القطارات، خاصة تلك التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، إلى تجربةٍ ثقافية وتاريخية تستحق الاستكشاف.

إلى جانب محطات المترو الضخمة تضم شبكة النقل في موسكو نظامًا متطورًا من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة، وكذلك “الطاكسيات”، إضافة إلى تطبيقات النقل الذكي المحلية التي تتيح حجز سيارات الأجرة والدفع إلكترونيًا، ما يضمن السرعة والسلاسة للمستخدمين، وهذا ما يجعلها خيارًا مفضلاً للعديد من المواطنين الروس، الذين أصبح النقل العام بالنسبة إليهم ليس مجرد خيار، بل نمط حياة يوميا يضمن راحتهم وراحة زوار روسيا على حدٍ سواء.

وفي شوارع موسكو لم تعد الدراجات الكهربائية – التي يمكن أن تصادفها مركونة في أي مكان بانتظار الزبائن – مجرد بديل للنقل الشخصي أو لتجنب الاختناقات المرورية، بل تحولت إلى ظاهرة يقبل عليها الروس بكثافة، نظرًا لسهولة استعمالها وصغر حجمها، الذي يتيح لمستخدمي التطبيقات المرتبطة بها تجربةً فريدة تتجاوز مجرد التمرد على الزحام.

لاحظت جريدة هسبريس الإلكترونية أن أغلب المواطنين الروس في موسكو، بمن فيهم أصحاب الدخل المرتفع، لا يستعملون سياراتهم الشخصية في التنقل، وهو ما دفعها إلى سؤال مواطن يدعى راديق، ذي أصول قوقازية، فأكد أن “الازدحامات المرورية الخانقة، خاصة في أوقات الذروة المرتبطة بمواعيد العمل الإداري، إضافة إلى ارتفاع أسعار مواقف السيارات، تجعل استعمال السيارات الشخصية للتنقل بين موسكو والضواحي خيارًا غير مجدٍ، خاصة في ظل وجود بنية تحتية متطورة للنقل أكثر راحة وفعالية”.

وأضاف المواطن الروسي نفسه – الذي أكد امتلاكه سيارتين – أن “استعمال وسائل النقل العمومي، خاصة مترو الأنفاق، يعد خيارًا فعالًا للعديد من الموظفين”، موضحًا أن “التنقل بالسيارة الشخصية من الضواحي إلى قلب العاصمة موسكو قد يستغرق ساعات في بعض الأحيان، في حين أن استعمال المترو (تحت الأرضي) يستغرق وقتًا أقل بكثير، ما يضمن الوصول في الموعد ويُجنب المواطن عناء الانتظار في الشوارع أو البحث عن موقف سيارات، خاصة أن بطاقات الاشتراك السنوية في خدمات النقل العمومي رخيصة جدًا في روسيا”.

هنا في العاصمة موسكو، أو “مدينة المليار رحلة” كما يحلو للبعض تسميتها، ليست كل وسيلة نقل مجرد آلية لتسهيل تنقل المواطنين وتخفيف الضغوط عنهم، بل هي جزء لا يتجزأ من إيقاع سيمفونية هذه المدينة الأوروبية الضخمة، التي تؤمن بأن المستقبل لا يمكن أن يكون إلا أخضرَ وذكيًا. وهذا ما يجعل شبكة النقل فيها نموذجًا يحتذى به للعديد من الدول، خاصة المغرب، الذي يستعد لاستضافة أحداث وتظاهرات علمية كبيرة بحجم كأس العالم 2030، وهي التظاهرة التي سبق لروسيا أن نجحت في استضافة نسختها عام 2018، حيث كان نظام النقل الروسي المتطور أحد أبرز أسرار هذا النجاح.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نهضة بركان يَدُّكُ شباك قسنطينة الجزائري برباعية نظيفة ـ نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية ـ
التالى ريال مدريد يفوز على أتلتيك بلباو بهدف نظيف في الدوري الإسباني