فرنسيس , في مشهد مهيب ومؤثر، نُقل جثمان البابا صباح الأربعاء من مقر إقامته في دار القديسة مارتا إلى كاتدرائية القديس بطرس، استعدادًا لإقامة مراسم الجنازة الرسمية التي ستُقام يوم السبت. وقد شهدت العاصمة الإيطالية روما واحدة من أكثر اللحظات رهبة وتأثيرًا في التاريخ الحديث للفاتيكان، وسط حضور ديني ورسمي وشعبي واسع.
موكب جنائزي يسير في قلب الفاتيكان
بدأت المراسم بنقل الجثمان من الكنيسة الصغيرة بدار القديسة مارتا، وهي المكان الذي أقام فيه البابا خلال سنوات حبريته، حيث خرج الموكب ببطء ووقار مرورًا بساحة القديسة مارتا، ومن ثم عبر ساحة “بروتومارتي روماني” التاريخية. اتجه الموكب بعد ذلك نحو قوس الأجراس الذي يفضي مباشرة إلى ساحة القديس بطرس، حيث توافد الحشود لوداع القائد الروحي للكنيسة الكاثوليكية. دخل الجثمان إلى كاتدرائية القديس بطرس من الباب الرئيسي، وسط تراتيل حزينة وأجواء روحانية خاشعة.
صلاة قصيرة على جثمان البابا فرنسيس في دار القديسة مارتا
قبل انطلاق الموكب الجنائزي، ترأس الكاردينال كيفن فاريل، الذي يتولى مهام “الكاميرلينغو”، صلاة قصيرة في كنيسة دار القديسة مارتا. جاء في دعائه كلمات مؤثرة تُجسد عظمة هذا الحدث قائلاً: “نشكر الرب على النِعم التي أغدق بها على العالم من خلال خادمه البابا ، ونسأله أن يمنحه مكانًا أبديًا في ملكوته السماوي.” هذه الصلاة القصيرة عبّرت عن مشاعر الحزن والامتنان في آنٍ واحد، وأظهرت مكانة البابا فرنسيس في قلوب المسيحيين حول العالم.
قداس العزاء على البابا فرنسيس في كاتدرائية القديس بطرس
عند وصول الجثمان إلى الكاتدرائية، أقيم “قداس الكلمة” برئاسة الكاميرلينغو، وهو قداس خاص يُقام عادة بعد وفاة البابا، ويتيح للحضور فرصة تقديم العزاء الرسمي . وقد حضر عدد من الكرادلة وكبار رجال الدين، إلى جانب ممثلين عن الحكومات وملايين المؤمنين حول العالم الذين تابعوا المراسم عبر البث المباشر. هذا الحدث لم يكن فقط مناسبة لتوديع بابا راحل، بل لحظة تأمل روحي وتذكير بدور القادة الدينيين في إلهام الشعوب.
مع اقتراب موعد الجنازة الرسمية يوم السبت، يتوافد الآلاف إلى روما من مختلف أرجاء العالم للمشاركة في وداع البابا، الذي طبع بصمته على الكنيسة الكاثوليكية والإنسانية بجهوده في الحوار والسلام والدفاع عن الفقراء والمظلومين.
