أخبار عاجلة

حسين الشيخ.. نائب عباس الجديد أم الخليفة المنتظر؟

حسين الشيخ.. نائب عباس الجديد أم الخليفة المنتظر؟
حسين الشيخ.. نائب عباس الجديد أم الخليفة المنتظر؟

بخطوة وصفها كثيرون بأنها ترتيب ناعم لمرحلة ما بعد محمود عباس، اختار الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ نائبًا له في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، في قرار يعكس تغييرات جذرية تتبلور في المشهد السياسي الفلسطيني على وقع تحولات إقليمية ودولية متسارعة.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة:

هل يمهّد هذا القرار الطريق رسميًا لخلافة عباس، أم أن الطريق إلى القمة لا يزال مليئًا بالعقبات والتجاذبات الخفية؟

إصلاحات طال انتظارها... وضغوط لم يعد بالإمكان تجاهلها

جاء تعيين حسين الشيخ استجابة لضغوط عربية ودولية متزايدة طالبت بإصلاحات حقيقية في مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وسط تعثر مستمر في المسار السياسي الداخلي واحتدام الصراع الإقليمي.

وكان عباس قد أطلق وعودًا واضحة خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، بتجديد هياكل القيادة الفلسطينية وضخ دماء جديدة تعيد للحراك الفلسطيني بريقه المفقود.

واللافت أن هذه التغييرات ترافقت مع خطة عربية واسعة لإعادة إعمار غزة، تشترط توحيد البيت الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير، بما يعني حصر التمثيل الرسمي واستبعاد القوى المسلحة الخارجة عن الاتفاق الوطني.
 

من هو حسين الشيخ؟ رجل الظل الذي صعد إلى الواجهة

ولد حسين الشيخ عام 1960 في رام الله لعائلة لاجئة من دير طريف، وسرعان ما خاض تجربة النضال مبكرًا عبر سنوات اعتقال طويلة داخل السجون الإسرائيلية.

تعلم العبرية وأتقنها، وأجاد قراءة المشهد الإسرائيلي من الداخل، ليصعد لاحقًا كرجل مفاوضات من الطراز الثقيل ورجل اتصالات يومية بين رام الله وتل أبيب.

منذ سنوات، تولى الشيخ مسؤولية رئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية، وارتبط اسمه بكل الملفات الحساسة: المعابر، التصاريح، التنسيق الأمني، قضايا الأسرى، وحركة السلع والناس.

في 2022، تسلم منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحد أعلى المناصب القيادية، ليصبح بعدها أحد أقرب الشخصيات إلى الرئيس عباس.

تعيين الشيخ... رسائل داخلية وخارجية

القرار بتعيين الشيخ نائبًا للرئيس حمل في طياته رسائل سياسية عميقة:

داخليًا: تأمين انتقال منظم للسلطة، وتفادي سيناريو الفوضى السياسية في حال حدوث فراغ رئاسي مفاجئ.

إقليميًا: طمأنة الشركاء العرب، خصوصًا السعودية ومصر، بأن المنظمة والسلطة تسيران على سكة الإصلاح المطلوب.

دوليًا: تقديم وجه "مقبول دوليًا"، قادر على التعامل مع المجتمع الدولي واستئناف العملية السياسية المجمدة.

وبالفعل، سارعت السعودية والإمارات ومصر إلى الترحيب بخطوة التعيين، في رسائل دعم واضحة للتحرك الفلسطيني الجديد.

هل يعبد حسين الشيخ طريقه إلى الرئاسة؟

تعيين الشيخ لا يعني تلقائيًا أنه أصبح خليفة عباس المؤكد، لكنه بلا شك وضعه في صدارة المشهد، وجعله المرشح الأكثر جاهزية لقيادة المرحلة المقبلة.

فبخلاف شخصيات فلسطينية أخرى قد تحظى بدعم شعبي أكبر، يتمتع الشيخ بميزة حاسمة:

الثقة المطلقة من الرئيس عباس، والشبكات العميقة مع العواصم المؤثرة في القرار الفلسطيني.

ومع تصويت المجلس المركزي الفلسطيني لصالح استحداث منصب نائب الرئيس، يبدو أن السيناريو بات معدًا بترتيب دقيق، حيث تُرسم خطوط خلافة عباس بهدوء وبعيدًا عن الصدام.

مستقبل غامض أم انتقال سلس؟

مع استمرار الغموض بشأن موعد الانتخابات الفلسطينية، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة:

هل يؤدي تصعيد حسين الشيخ إلى توحيد الصف الفلسطيني، أم يفتح شهية خصومه الداخليين؟

وهل تنجح الرهانات على "الانتقال الهادئ" أم تعصف الحسابات الفصائلية بالمشهد مجددًا؟

في كل الأحوال، العد التنازلي قد بدأ، ومن الآن، كل الأنظار تتجه نحو حسين الشيخ... نائب الرئيس اليوم، وربما الرئيس غدًا.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فرصة عمل في بنك كريدي أجريكول مصر.. "التفاصيل وكيفية التقديم"
التالى وزيرة التضامن تستعرض دور المرأة في الدفاع عن مكتسباتها