أخبار عاجلة
دويتشه بنك يحقق قفزة 39% في أرباح الربع الأول 2025 -
استبعاد ثنائي الزمالك من مباراة المصري -

النظام الغذائي للمسنين .. ضرورة تراعي التحولات الصحية عند الشيخوخة

النظام الغذائي للمسنين .. ضرورة تراعي التحولات الصحية عند الشيخوخة
النظام الغذائي للمسنين .. ضرورة تراعي التحولات الصحية عند الشيخوخة

تُعد مرحلة الشيخوخة فترة دقيقة في حياة الإنسان، إذ تصاحبها تحولات جسدية ونفسية تتطلب عناية خاصة، ويُعتبر “النظام الغذائي” من أبرز الجوانب التي تستوجب اهتمامًا بالغًا في هذه المرحلة، لما له من تأثير مباشر على جودة الحياة والصحة العامة.

وتُطرح تساؤلات حول حاجة المسنين إلى نظام غذائي خاص يراعي التغيرات المرتبطة بالعمر، وأنواع الأطعمة التي تُعزز مناعتهم وتساعدهم على الوقاية من الأمراض الشائعة في هذه المرحلة، في وقت تجد الأسر نفسها مطالبة بامتلاك معرفة عملية للنجاح في تكييف النظام الغذائي وفقًا لاحتياجات المسنين.

نظام خاص

هيام اليوسفي، أخصائية في الحمية والتغذية، أوضحت أن “الأشخاص المسنين يحتاجون إلى نظام غذائي خاص، نظراً لتراجع قدرة أجسامهم على امتصاص العناصر الغذائية، وازدياد تعرضهم لمشكلات سوء الهضم، وهشاشة العظام، وانخفاض الكتلة العضلية؛ ما يجعل من الضروري أن تتضمن تغذيتهم بعض العناصر الأساسية”.

ومن بين العناصر التي يحتاجها الجسم في هذه المرحلة العمرية، ذكرت اليوسفي “الكالسيوم، المتوفر في الحليب ومشتقاته والقطاني، مع ضرورة التعرض لأشعة الشمس لتقوية العظام، بالإضافة إلى البروتينات الموجودة في اللحوم، والبيض، والسمك، التي تساهم في الحفاظ على الكتلة العضلية وتفادي مشاكل ضعفها”.

وشددت الأخصائية في الحمية والتغذية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أهمية “تناول الأغذية الغنية بالألياف، مثل الخضر والفواكه، التي تساهم في تسهيل عملية الهضم، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء لتفادي الجفاف”.

أغذية متوازنة

نبهت اليوسفي إلى ضرورة “اعتماد المسنين على تغذية متوازنة وصحية، مع التقليل من استهلاك السكر الأبيض، والملح، والدقيق الأبيض، بهدف الحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، والدهون الثلاثية”.

وقدمت اليوسفي مجموعة من النصائح للأسر التي تضم أفراداً مسنين، من بينها “تحضير وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم، واختيار أطعمة صحية ومتوازنة تراعي تفضيلات المسن، على أن تُقدم في أجواء أسرية مريحة ومطمئنة”.

وختمت الأخصائية في الحمية والتغذية توضيحاتها بالتأكيد على “أهمية المتابعة المستمرة للحالة الصحية للمسنين، حتى تُؤخذ بعين الاعتبار أثناء اختيار الأغذية وتحضير الوجبات، مع ضرورة الاستعانة بأخصائي في التغذية لتحديد النظام الغذائي الأنسب بما يلائم احتياجاتهم الصحية والغذائية”.

تتهديد للمسنّين

ليلى بلهادي بنسامي، طبيبة اختصاصية في الغدد والسكري والتغذية، قالت إن “التقدم في السن يرافقه عدد من التغيرات الفيزيولوجية التي تؤثر بشكل مباشر على النظام الغذائي والاحتياجات الغذائية، ومن أبرز هذه التغيرات فقدان الشهية، مما يؤدي إلى ضعف الإقبال على الطعام وسوء التغذية”، مضيفة أن “تراجع بعض الحواس، مثل الذوق والشم، يدفع بعض المسنين إلى زيادة استهلاك الملح أو السكر دون وعي بتبعات ذلك الصحية.”

وأشارت بنسامي إلى أن “خسارة الكتلة العضلية تُعد من أبرز مظاهر الشيخوخة، وتُعرف طبيًا بالساركوبينيا، وهذه الحالة تزداد مع تقدم السن، خصوصًا مع انخفاض القدرة على الحركة، ما يُضعف البنية العضلية ويؤثر سلبًا على مستوى الطاقة والتحكم في نسبة السكر في الدم، خاصة بعد تناول الطعام”، منبّهة إلى أن “وجود أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط الدموي أو الزهايمر يُعقّد الحالة الصحية لكبار السن.”

وأكدت المتحدثة لهسبريس أن “الإحساس بالعطش يتراجع بشكل ملحوظ ما بين سن الستين والسبعين، ما يجعل كبار السن معرضين لخطر الجفاف، خصوصًا في غياب المراقبة اليومية لكمية السوائل المستهلكة، ومن الضروري شرب ما لا يقل عن لتر ونصف لتر من الماء يوميًا، لضمان ترطيب الجسم وسلامة الأعضاء الحيوية.”

وأضافت الطبيبة ذاتها أن “التغذية المتوازنة تشكل عنصرًا أساسيًا في رعاية كبار السن، ويُستحسن أن تشمل وجباتهم اليومية جميع العناصر الغذائية”، موضحة أنه “في حال فقدان الشهية، يُنصح بتقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة موزعة على مدار اليوم، ومن المهم تناول خمس حصص من الخضر والفواكه يوميًا، مع إدراج مصدر من النشويات في كل وجبة، وثلاث حصص من مشتقات الحليب، إلى جانب البروتينات الحيوانية بشكل منتظم.”

نصائح وقائية

أوضحت الطبيبة الاختصاصية في الغدد والسكري والتغذية أن “سوء التغذية في مرحلة الشيخوخة قد يرتبط بعوامل نفسية واجتماعية، مثل الشعور بالوحدة أو الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية، كما أن مشاكل الفم والأسنان قد تعيق المضغ، مما يدفع بعض المسنين إلى تجنب تناول أطعمة ضرورية، خاصة تلك الغنية بالألياف أو البروتين.”

وقالت بنسامي إن “مراقبة وزن كبار السن بشكل منتظم وإجراء الفحوصات الدورية يُعدان أمرين ضروريين لاكتشاف أي نقص في العناصر الأساسية، مثل الحديد أو فيتامين “D”، وإذا ظهرت علامات فقدان الشهية أو الوزن، فلا بد من استشارة الطبيب لتحديد السبب، سواء كان عضويًا، أو ناتجًا عن نقص في الفيتامينات، أو بسبب الأدوية المتعددة التي يتناولها المسن.”

ونبّهت ليلى بلهادي بنسامي إلى أن “الحفاظ على صحة المسنين لا يعتمد فقط على النظام الغذائي، بل يتطلب أيضًا تشجيعهم على ممارسة أنشطة بدنية يومية تتناسب مع قدراتهم”، موضحة أن “الحركة تساهم في تقوية الكتلة العضلية والعظام، وتحد من الخمول الذي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.”

وختمت الطبيبة توضيحاتها بالإشارة إلى أن “شعور الشخص المسن بأنه ما يزال قادرًا على العيش الكريم وله مكانته داخل محيطه الأسري والاجتماعي يؤثر إيجابًا على حالته النفسية”، مؤكّدة أن “تقديم الطعام بطريقة محترمة ومحفزة، وفي أجواء مريحة، يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز رغبة المسنّ في الأكل وتحسين صحته العامة.”

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تقرير : المغرب مرجع قاري للاستقرار الاقتصادي
التالى في ليلة استلام درع دوري المحترفين.. يد الأهلي تخسر من الزمالك