أخبار عاجلة
دوري نايل.. فوز صعب للأهلي على بتروجت -
مدرب بتروجت: توقعت سيناريو الأهلي -

تفاؤل حذر يسيطر على البنوك الأوروبية وسط أرباح قوية ومخاوف اقتصادية متصاعدة

تفاؤل حذر يسيطر على البنوك الأوروبية وسط أرباح قوية ومخاوف اقتصادية متصاعدة
تفاؤل حذر يسيطر على البنوك الأوروبية وسط أرباح قوية ومخاوف اقتصادية متصاعدة

الاربعاء 30 ابريل 2025 | 06:46 مساءً

البنوك الأوروبية

البنوك الأوروبية

محمد عاشور

يخيّم الحذر على أجواء القطاع المصرفي الأوروبي، مع تصاعد التحذيرات من تباطؤ محتمل في الأرباح وتنامي المخاطر الاقتصادية التي تهدد استدامة هذا الأداء القوي على المدى المتوسط والطويل، رغم ما سجلته البنوك الأوروبية الكبرى من نتائج مالية قوية وأرباح قياسية خلال الربع الأول من العام.

القطاع المصرفي الأوروبي

ففي الوقت الذي لا تزال فيه المؤسسات المالية متمسكة بأهدافها الطموحة في ما يخص الربحية وتوزيعات الأرباح، عبّر عدد من كبار التنفيذيين عن قلقهم حيال مجموعة من التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها التوترات التجارية العالمية التي أشعلتها السياسات الحمائية والرسوم الجمركية الأمريكية، والتي تُعد الأعلى منذ قرن، ما دفع بعض الاقتصاديين إلى دق ناقوس الخطر بشأن دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود.

وقام ما لا يقل عن 40 شركة عالمية خلال الأسبوعين الأولين من موسم إعلان نتائج الأعمال بسحب أو خفض توقعاتها المستقبلية، في ظل أجواء من عدم اليقين وقلق متزايد حول المسار الاقتصادي العالمي، حسبما كشفت تحليلات وكالة "رويترز".

ورغم أن البيانات المتاحة بشأن التأثير الفعلي للرسوم الأمريكية ما تزال محدودة، إلا أن عددًا من البنوك أشار إلى تغييرات ملموسة في سلوك العملاء، حيث بدأت ملامح الحذر تظهر بوضوح، وبدأت معدلات القروض المتعثرة في الارتفاع مجددًا.

وفي هذا السياق، حذّر دوجلاس جرانت، الرئيس التنفيذي لشركة "مانكس فاينانشيال جروب" للخدمات المالية، من أن صعود معدلات القروض المعدومة يمثل إشارة تحذير مبكرة لا ينبغي تجاهلها، مضيفًا أن تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب ارتفاع تكاليف الأجور وعدم الاستقرار الجيوسياسي، يدفع العديد من الشركات الصغيرة إلى خفض إنفاقها الاستثماري، وتجميد خطط التوسع، وتكثيف احتياطياتها النقدية تحسبًا لأي اضطرابات قادمة.

البنوك الأوروبية الكبرى

رغم هذه المخاوف، واصلت بعض البنوك الكبرى تحقيق نتائج إيجابية لافتة، حيث أعلن "دويتشه بنك" عن ارتفاع بنسبة 39% في أرباحه خلال الربع الأول، مدعومًا بزيادة قوية في إيرادات تداول السندات والعملات من نشاطه الاستثماري، إلا أن النتائج تضمنت خسارة ناتجة عن شطب قرض كبير، إلى جانب مخصصات احترازية مرتبطة بالتداعيات المحتملة للرسوم الجمركية على عملاء البنك.

من جانبه، أبرز "باركليز" البريطاني الأداء القوي في الأسواق المالية كمصدر رئيسي لتعزيز دخله من الأعمال المصرفية الاستثمارية، بينما سجل "يو بي إس" السويسري نموًا بنسبة 32% في إيرادات التداول، لتبلغ 2.5 مليار دولار خلال الربع الأول، ورغم تجاوز نتائج العديد من البنوك لتوقعات المحللين، فإن الحذر بات السمة الغالبة، إذ أصبحت شهية العملاء تجاه المخاطرة أقل وضوحًا، وسط ضبابية متزايدة في الرؤية.

وفي هذا الصدد، قال تود تاكنر، المدير المالي لـ"يو بي إس"، إن بعض الأنشطة شهدت زخمًا نتيجة تحركات السوق مطلع أبريل، مشيرًا إلى تصاعد حالة عدم اليقين بشأن التسعير والتوجهات المستقبلية، أما الرئيس التنفيذي للبنك، سيرجيو إرموتي، فقد أكد أن التوقعات الاقتصادية أصبحت "شديدة الغموض"، في ظل تعليق العديد من صفقات الشركات، رغم عدم إلغائها بالكامل حتى الآن.

قروض البنوك الأوروبية

بدوره، حذّر بنك "إتش إس بي سي" من تراجع محتمل في الطلب على القروض وتدهور جودة الائتمان، بفعل التداعيات المتسعة للرسوم الجمركية، أما الرئيس التنفيذي لـ"باركليز"، سي إس فينكاتاكريشنان، فقد أكد ضرورة التكيف مع هذه البيئة المتقلبة من خلال التحوط وإدارة المخاطر بفعالية، مشيرًا إلى أن البنك فعّل منذ فترة طويلة برامج للنقل والتحوط، وسيواصل استخدامها تبعًا لتطور الأوضاع.

وفي ظل احتمالات تباطؤ الطلب العالمي، بدأت بعض البنوك تحويل استراتيجياتها نحو الإقراض المحلي، باعتباره بديلًا أكثر استقرارًا في مواجهة ضعف تمويل التجارة وتباطؤ نشاط الشركات متعددة الجنسيات.

وفي هذا الإطار، أعلن "سانتاندر" الإسباني عن ارتفاع أرباحه بنسبة 24% في قطاع التجزئة، و13% في الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار، مما ساعده في تعويض الأداء الأضعف في أسواق مثل المكسيك والبرازيل، كما استفاد "سوسيتيه جنرال" من نمو ملحوظ في الخدمات المصرفية للأفراد وتداول الأسهم.

فيما كشف "بي إن بي باريبا" عن خطط للاستفادة من الفرص الناتجة عن التباطؤ الاقتصادي، لا سيما في مجالات الدمج والاستحواذ، وإعادة الهيكلة، بالإضافة إلى دعم جهود النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا.

وبينما تبقى المؤشرات المالية للبنوك الأوروبية في وضع جيد نسبيًا، فإن حالة الترقب والتحوّط تطغى على المشهد، في انتظار ما ستسفر عنه تطورات السياسات التجارية، ومسار الاقتصاد العالمي، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة. 

اقرأ ايضا

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جوجل تتمسك بمتصفح كروم وسط دعوات قضائية لإجبارها على بيعه
التالى حقيقة تأجيل نهائي كأس مصر بسبب وصول بيراميدز لنهائي دوري أبطال أفريقيا