عرف احتفال “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل” بعيد الشغل بالمحمدية، اليوم الخميس، لحظة توتر مفاجئة وغريبة، إثر مرور شخص يحمل علميْن كبيريْن للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أمام المنصة الرئيسية ووسط الحشود.
ووصف المنظمون والحاضرون هذا التصرف بـ”الاستفزازي وغير المقبول”، إذ أثار موجة غضب في صفوف المحتجين الذين ردّدوا شعارات ترفض هذا الفعل، معتبرين أنه “يمس موقفهم الرافض للتطبيع، ويستفزّ مشاعرهم من القضية الفلسطينية”.
وسارعت عناصر الأمن المتواجدة بالمكان إلى التدخل الفوري، حيث نجحت في احتواء الموقف وتفادي أي تصعيد قد يفسد الأجواء العامة للاحتفال بعيد الشغل، فيما عبّر عدد من النقابيين عن استغرابهم هذه الخطوة “غير المفهومة”.
مسيرة احتجاج
واصل نقابيو الـ”ك.د.ش” إلقاء الكلمات، قبل أن يقدموا على حرق العلم الإسرائيلي ويعلنوا عن انطلاق مسيرة احتجاجية من أمام سينما النجاح إلى مقرّ النقابة، مرورا بشوارع المونستير والمقاومة وفلسطين وعبد الكريم الخطابي، مردّدين شعارات “ترفض شرعية القوانين والمخططات التي تكرس الفساد وتستهدف الحريات والمكتسبات وتستغل الأزمات”.
الحسين اليماني، الكاتب الإقليمي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمحمدية، قال في تصريح لهسبريس: “رسالتنا واضحة، ونحن عازمون على مواصلة النضال، لأن المقاربة الحكومية الحالية تجاه الطبقة العاملة مقاربة خاطئة، والرهان على الأغلبية العددية لن يقدّم أو يؤخّر شيئًا في سبيل تثبيت السلم الاجتماعي”.
وأكّد اليماني أنه “لا بد من إعطاء الأهمية اللازمة للطبقة العاملة من حيث مساهمتها في الاقتصاد الوطني، ومنحها المكانة التي تستحقها من خلال تطوير الحوار الاجتماعي، سواء على المستوى المركزي أو القطاعي أو المحلي”.
وشدد الكاتب الإقليمي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمحمدية على أن “الاهتمام بالطبقة العاملة هو المدخل الحقيقي لضمان وتثبيت الاستقرار الاجتماعي، وتحرير مبادرة الشغيلة المغربية لتُسهم بفعالية في الإنتاج والتنمية الاقتصادية بالبلاد”.
موعد “ا.م.ش”
الاتحاد المغربي للشغل بالمحمدية نصب بدوره منصة خلف ملعب كرة القدم “العالية”، ألقى عليها عدد من النقابيين كلمات بالمناسبة، يؤكّدون من خلالها عزمهم على “الاستمرار في النضال لمواجهة انتهاك الحقوق والحريات النقابية والتصدي لغلاء المعيشة”.
محمد شانون، الكاتب المحلي للاتحاد المغربي للشغل بالمحمدية وعضو اللجنة الإدارية للاتحاد، قال في تصريح لهسبريس: “نعيش على وقع هجوم كبير على الطبقة العاملة وعلى الحريات النقابية، فضلًا عن موجة الغلاء التي يعاني منها المواطنون والمواطنات”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “الطبقة العاملة ليست بمنأى عن هذه المعاناة التي يعيشها المغاربة، بل هي في قلبها”، مشددا على أنه “في وقت توزَّع الإكراميات على من يملكون الثروات وعلى أرباب العمل يتم تهميش الشغيلة”.
وأشار عضو اللجنة الإدارية للاتحاد المغربي للشغل إلى أن “المشاركين في مسيرة اليوم يعبّرون عن احتجاجهم ويطالبون بإعادة الاعتبار للطبقة العاملة، لأنها هي الفئة المنتجة الحقيقية التي تحرك عجلة الاقتصاد في هذا الوطن”.
