تُعد أكبر 3 محطات كهرباء في مصر من الركائز الأساسية في دعم الشبكة القومية؛ إذ تُمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة المصري بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 14.400 ميغاواط.
أُنشئت المحطات الـ3، وهي العاصمة الإدارية الجديدة وبني سويف والبرلس، ضمن خطة إستراتيجية بدأت عام 2015 لتعزيز إنتاج الكهرباء، بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية.
ووفقًا لبيانات قطاع الكهرباء المصري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تمتاز أكبر 3 محطات كهرباء في مصر بتكنولوجيا الدورة المركّبة التي تعزز كفاءة التشغيل وتقلل استهلاك الوقود؛ ما يجعلها من أكبر المحطات الكهربائية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأسهمت المحطات بشكل رئيس في تحويل مصر من دولة تعاني انقطاع الكهرباء إلى دولة لديها فائض في الإنتاج؛ ما يعزز التنمية الاقتصادية والاستثمار في البنية التحتية.
وجاء تنفيذ أكبر 3 محطات كهرباء في مصر بتكلفة إجمالية بلغت 6.07 مليار يورو (6.61 مليار دولار)، بالإضافة إلى 5.17 مليار جنيه مصري؛ ما يعكس حجم الاستثمارات الضخمة التي ضختها الدولة في هذا القطاع الحيوي.
وشُغِّلت المحطات خلال مدة قياسية؛ إذ اكتمل العمل بها بين عامي 2016 و2018؛ ما ساعد على استقرار منظومة الطاقة في البلاد.
محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة
تُعد محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة واحدة من أبرز المحطات الكهربائية في مصر والمنطقة؛ إذ بُنيت شرق القاهرة على طريق العين السخنة، على مساحة 175 فدانًا.
وبدأ العمل بها عام 2016 وشُغِّلت بالكامل في مايو/أيار 2018، بقدرة إنتاجية 4800 ميغاواط، لتلبية احتياجات العاصمة الإدارية الجديدة والمناطق المحيطة.
وتمتاز المحطة بتقنيات متطورة مثل نظام التبريد الهوائي باستعمال 12 مروحة عملاقة، وهو الأسلوب الأول من نوعه في الشرق الأوسط؛ ما يجعلها أقل استهلاكًا للمياه مقارنة بمحطتي بني سويف والبرلس اللتين تعتمدان على نظام التبريد المائي.
كما تضم المحطة 8 وحدات غازية تعمل بتكنولوجيا "إتش - كلاس" (H-Class)، التي توفر كفاءة تشغيلية تصل إلى 65%، وهي الأعلى عالميًا.
وبلغت تكلفة إنشاء المحطة 2.014 مليار يورو (2.20 مليار دولار)، إلى جانب 51.34 مليون جنيه مصري (1.01 مليون دولار)، ونُفِّذ المشروع بمعدل 11 مليون ساعة عمل في المرحلة الأولى، ليصل إلى 30 مليون ساعة عند اكتماله؛ ما يعكس حجم الجهد المبذول في إنجازها خلال وقت قياسي.
* (اليورو = 1.9 دولارًا أميركيًا) و(الدولار = 50.62 جنيهًا مصريًا)
محطة كهرباء بني سويف
تقع محطة كهرباء بني سويف في غياضة الشرقية جنوب المحافظة، على بُعد 110 كيلومترات جنوب القاهرة، بالقرب من نهر النيل؛ ما يسهل عمليات التبريد باستعمال المياه.
بدأ العمل بها في يوليو/تموز 2015، وافتتحت في 2018، وتُعَد من أكبر المشروعات الكهربائية في صعيد مصر؛ إذ تبلغ قدرتها الإنتاجية 4800 ميغاواط، ما يعادل 20% من إجمالي إنتاج الكهرباء في مصر.
كما تعتمد على 12 توربينة؛ منها 8 غازية و4 بخارية، وتستعمل نظام التبريد المغلق داخل أبراج التبريد Cooling Tower؛ وهو ما يزيد من كفاءة التشغيل ويقلل استهلاك المياه.
بلغت تكلفة محطة بني سويف نحو 2.05 مليار يورو (2.24 مليار دولار)، بالإضافة إلى 43 مليون جنيه مصري (850 ألف دولار).
وشُغِّلت المحطة على 3 مراحل بين عامي 2016 و2018؛ إذ بدأت المرحلة الأولى بتشغيل 6 توربينات غازية بقدرة 2400 ميغاواط، تلاها تشغيل 400 ميغاواط في المرحلة الثانية، ثم الاكتمال النهائي بقدرة 4800 ميغاواط في المرحلة الثالثة.
أسهمت المحطة في تحسين استقرار الشبكة الكهربائية في جنوب مصر؛ ما دفع عجلة التنمية بالمنطقة، ولا سيما مع قربها من شرق النيل؛ إذ يُتوقع أن تُسهم في تحويل قرية غياضة الشرقية إلى مركز اقتصادي ناشئ.
كما بُني خط هوائي مزدوج الدائرة بطول 42 كيلومترًا لربط المحطة بالشبكة القومية بجهد 500 كيلوفولت.
محطة كهرباء البرلس
تُعد محطة كهرباء البرلس واحدة من أكبر محطات الكهرباء المركبة في العالم، وتقع بمحافظة كفر الشيخ، على الطريق الدولي الساحلي المطل على البحر المتوسط.
بدأت أعمال الإنشاء عام 2016، واكتمل التشغيل الكامل في 2018، بقدرة إنتاجية 4800 ميغاواط، أي ما يعادل 7.5% من احتياجات مصر من الكهرباء.
تستعمل المحطة نظام التبريد المائي؛ إذ تعتمد على المياه المتوافرة من البحر المتوسط؛ ما يعزز كفاءة تشغيل التوربينات، كما تعمل بتكنولوجيا H-Class الحديثة؛ ما يضمن تحقيق كفاءة تشغيلية تصل إلى 60%، وهي من أعلى المعدلات عالميًا.
وبلغت تكلفة إنشاء المحطة 2 مليار يورو (2.18 مليار دولار)، بالإضافة إلى 2.078 مليار جنيه مصري، وقد نُفّذ المشروع بوصفه جزءًا من الاتفاق الحكومي مع شركة سيمنس الألمانية.
وتعد محطة البرلس من أهم المرافق الكهربائية في شمال مصر؛ إذ تساعد في تغطية احتياجات الدلتا والساحل الشمالي، وتعزز استقرار التيار الكهربائي في المناطق الساحلية.
الخلاصة..
تمثل أكبر 3 محطات كهرباء في مصر -العاصمة الإدارية الجديدة، بني سويف، البرلس- إنجازًا إستراتيجيًا ضخمًا في قطاع الطاقة؛ حيث عززت قدرة مصر الكهربائية بمقدار 14,400 ميغاواط؛ ما أدى إلى تحقيق فائض في الإنتاج بعد أن كانت البلاد تعاني انقطاعات متكررة قبل 2015.
وأسهمت هذه المشروعات العملاقة في تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة؛ ما مهّد الطريق لتصدير الكهرباء إلى عدد من الدول المجاورة، بالإضافة إلى دعم التنمية الصناعية والزراعية والسكنية.
كما ساعد اعتماد المحطات على تكنولوجيا الدورة المركّبة ونظم التبريد المتطورة في تحقيق أعلى كفاءة تشغيلية بأقل استهلاك للوقود والمياه.
وبهذه الخطوات الإستراتيجية، تكون القاهرة قد وضعت أساسًا قويًا لمستقبل مستدام في مجال الطاقة؛ ما يعزز قدراتها على جذب الاستثمارات، ويدعم خطط التوسع العمراني والصناعي، ويؤكد مكانتها بصفتها واحدة من الدول الرائدة في إنتاج الكهرباء على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصادر..
