تصاعدت حدة التوتر في اليمن خلال الساعات الماضية، مع ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية والأميركية على محافظة الحديدة وصنعاء، وذلك بعد أيام من إطلاق جماعة الحوثي صاروخاً باليستياً على مطار بن جوريون الإسرائيلي في تصعيد خطير تجاوز حدود غزة ولبنان، ووصل إلى العمق اليمني.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، الثلاثاء، أن حصيلة الهجوم على مصنع أسمنت باجل في الحديدة بلغت قتيلين و 42 جريحا، موضحة أن من بين الضحايا 2 قتلى و42 مصاباً بجروح متفاوتة، فيما لا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ.
مجزرة في باجل… وصور توثق الكارثة
وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن الغارة على المصنع كانت مركزة ومباشرة، ووقعت خلال وقت العمل، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من العمال، معظمهم من أبناء الحديدة الذين يعتمدون على المصنع كمصدر رزق أساسي.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مروعة من موقع الحادث، تُظهر أشلاء متناثرة، وعشرات الجرحى داخل ما تبقى من عنابر الإنتاج، إلى جانب حطام هائل وآثار حرائق.
يُشار إلى أن مصنع باجل، الذي تأسس قبل أكثر من خمسين عامًا، يُعد من أهم المنشآت الاقتصادية في اليمن، ويمثل رمزًا اقتصاديًا لآلاف العائلات في محافظة الحديدة.
غارة أميركية على أطراف صنعاء
في موازاة الغارات الإسرائيلية، نفذت القوات الأميركية غارة جوية مساء الإثنين على منطقة السواد بمديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام حوثية.
ولم تُعلن حتى الآن تفاصيل دقيقة حول عدد الضحايا أو طبيعة الأهداف التي تم قصفها، لكن مصادر في صنعاء تحدثت عن استهداف منشأة يُشتبه في استخدامها كمركز لوجستي عسكري.
وتأتي هذه الغارة ضمن سلسلة ضربات أميركية بدأت منذ منتصف مارس الماضي، وتهدف إلى شلّ قدرات الحوثيين على استهداف السفن والمصالح الغربية والإسرائيلية في البحر الأحمر والداخل الإسرائيلي.
استهداف مباشر لميناء الحديدة: الأضرار جسيمة
في سياق متصل، أفاد مسؤول في إدارة الأرصفة بميناء الحديدة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن القصف الإسرائيلي على الميناء تسبب في تدمير رصيف بشكل كامل، وتضرر أربعة أرصفة أخرى جزئيًا، وهو ما قد يُعيق حركة الشحن والمساعدات الإنسانية.
وأكد المصدر أن الخسائر اقتصرت على الأضرار المادية وبعض الإصابات الطفيفة، مشيرًا إلى أن الهجوم استهدف مناطق شحن وتفريغ قريبة من أرصفة الميناء الحيوي.
إسرائيل ترد بـ30 طائرة حربية
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن أكثر من 30 طائرة مقاتلة شاركت في العملية ضد اليمن، في واحدة من أكبر الضربات الجوية التي تُنفذها إسرائيل خارج حدودها، بالتنسيق مع القوات الأميركية.
وأوضح التقرير أن الغارات جاءت ردًا على الصاروخ الحوثي الذي سقط قرب مطار بن غوريون يوم الأحد الماضي، وهو الهجوم الذي تبنّته جماعة الحوثي بشكل صريح، وأكدت أنه جاء "انتصارًا لغزة وردًا على العدوان الإسرائيلي".
وأعلنت الجماعة في بيانها حينها أنها "فرضت حظرًا جويًا على إسرائيل"، متوعدة بمزيد من الهجمات على مطارات إسرائيلية إن استمر العدوان على قطاع غزة.
تصعيد متبادل… والمنطقة على حافة الانفجار
هذه التطورات المتلاحقة تنذر بأن اليمن أصبح جبهة حرب إقليمية مفتوحة، بعد أن كان تركيز المعارك محصورًا في غزة ولبنان وسوريا. واليوم، تدخل اليمن مباشرة في قلب معادلة الصراع الإيراني – الإسرائيلي، مع دعم واشنطن المتزايد لتل أبيب.
ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الضربات إلى تصعيد أكبر من الحوثيين قد يشمل استهدافات متزامنة لإسرائيل وقواعد أميركية في المنطقة، في وقت يعاني فيه اليمن أصلًا من أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
