حلّ وفد من رجال الأعمال المغاربة بالعاصمة المصرية القاهرة، في زيارة ترمي إلى التباحث حول سبل تحسين العلاقات الاقتصادية المتباينة بين البلدين.
وتندرج هذه الزيارة في إطار الرد على زيارة سابقة كان قام بها رجال أعمال مصريون إلى المغرب الشهر الماضي، بهدف مراجعة مكامن الخلل وضمان استفادة متبادلة من المبادلات التجارية بين الجانبين.
وتشهد العلاقات بين البلدين تذبذبًا على المستويين السياسي والاقتصادي، في وقت تسعى المملكة المغربية إلى إذابة هذا الجليد ضمن إستراتيجيات تهدف إلى تعزيز ريادتها على الساحة الإفريقية.
اكتساح وتباين
أكّد الخبير الاقتصادي خالد أشيبان أن هذه الزيارة تندرج ضمن جهود المغرب الرامية إلى ضمان استفادته الكاملة من اتفاقية التبادل الحر الموقعة مع جمهورية مصر العربية، ولاسيّما في ظل الهيمنة الواضحة للمنتجات المصرية على السوق المغربية، مقابل غياب امتيازات مماثلة للمنتجات المغربية داخل السوق المصرية.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن بعض المنتجات المصرية باتت تُهيمن بشكل شبه كامل على نظيراتها المغربية، ما يستدعي التفكير في آليات ناجعة لحماية الاستهلاك المحلي، وضرب مثالاً على ذلك بالطماطم المعلبة المصرية، التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع وتحظى بإقبال متزايد داخل السوق المغربية.
وفي تفاعله مع سؤال حول أسباب ضعف حضور المنتجات المغربية في السوق المصرية، وما إذا كانت اتفاقية التبادل الحر بين البلدين تنطوي على نوع من الإجحاف، أوضح الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة أن الأمر لا يرتبط بطبيعة الاتفاقية ذاتها، بل يعود أساسًا إلى الضرائب الجمركية المرتفعة التي تفرضها مصر على المنتجات المغربية، ما يعيق ولوجها إلى السوق المحلية ويكرّس اختلالًا واضحًا في ميزان التبادل التجاري بين الطرفين.
صراع الريادة
سامح العلي، الخبير المصري في الدراسات الإفريقية والشرق أوسطية، أكد أن التعاون الاقتصادي بين المغرب ومصر سيساهم في خلق قوة إقليمية كبرى قادرة على دفع القارة الإفريقية نحو التقدم، خاصة في ظل الاستحقاقات التي يستعد لها المغرب والمشاريع الكبرى التي تخطط لها مصر.
وأوضح العلي، في اتصاله من القاهرة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن المغرب ومصر لا يوجد بينهما ما يفرقهما، بل على العكس تجمعهما روابط تاريخية قوية، غير أن الصراع على ريادة القارة الإفريقية هو ما يخلق هذه التذبذبات والتوترات، التي يراها طبيعية من وجهة نظره.
وأوضح الخبير ذاته أن أي تعاون مثمر بين مصر والمغرب سينعكس إيجابيًا على التواجد العربي في القارة الإفريقية، خاصة في ظل ما تعانيه كل من تونس وليبيا وموريتانيا، حسب قوله، مشيرًا إلى العدوان الجزائري على المغرب الذي يعيق الوحدة الإقليمية لاتحاد المغرب الكبير.