حول أسبوع الآلام تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الثلاثاء بالبصخة المقدسة، المعروف أيضًا بـ”ثلاثاء البصخة”، حيث يتم قراءة الأحداث التي قام بها السيد المسيح، بما في ذلك لعن شجرة التين.

مقاله حول أسبوع الآلام
وفي هذا السياق، أشار الباحث الكنسي أشرف أيوب في مقاله حول أسبوع الآلام إلى أن المسيحيين يحتفلون سنويًا بعيد القيامة، بينما يُعرف الأسبوع الذي يسبقه بأسبوع الآلام، الذي يبدأ بـ”أحد السعف” وينتهي بـ”أحد القيامة”. خلال هذا الأسبوع، يستذكر المسيحيون الآلام التي عانى منها السيد المسيح، ويتفاعلون معها يوميًا، حيث يتلون قراءات خاصة وتكون صلواتهم مفعمة بألحان حزينة، بينما تتغير أجواء ليلة أحد القيامة لتصبح مليئة بألحان الفرح والسعادة.

أسبوع الآلام
وتابع: أطلق على هذا الأسبوع اسم “أسبوع الآلام” منذ حوالي 1600 عام، بينما كان يُعرف قبله بـ “الأسبوع العظيم”. خلال هذا الأسبوع، تتزين الكنيسة بستائر سوداء بعد انتهاء قداس أحد السعف، وتُرفع هذه الستائر قبل صلاة ليلة عيد القيامة لتحل محلها الستائر البيضاء وأعلام القيامة. كان المؤمنون في السابق يمارسون تقشفًا شديدًا، حيث كانوا يصومون من ليلة الجمعة حتى صباح عيد الفصح دون تناول الطعام أو الشراب. في بعض القرى، يمتنع الأقباط عن تناول الأطعمة الحلوة، وتبتعد النساء عن الزينة خلال هذا الأسبوع، حيث يرتدين الملابس السوداء، ولا يُعدن مخبوزات العيد إلا بعد انتهاء هذا الأسبوع. وأضاف أنه خلال هذه الفترة، يزداد الإقبال على الكنيسة، حيث يقضي المسيحيون أوقاتًا طويلة في الصلاة تختلف عن الأيام العادية. وفي بعض القرى، يُطلق على كل يوم من أيام أسبوع الآلام اسم خاص يميزه عن بقية أيام السنة.

يُطلق أيام أسبوع الآلام اسم خاص
الأحد.. (يوم السعف).
الاثنين.. (يوم الإشارة) حيث أشار اليهود بأيديهم إلى السيد المسيح ليتم صلبه.
الثلاثاء.. (يوم النبات) وفيه تُزرع حبوب مثل الفول الذي يُؤكل في الجمعة العظيمة.
الأربعاء.. (يوم أيوب).
الخميس.. (يوم العهد).
الجمعة.. (الجمعة العظيمة).
السبت.. (يوم النور).
الأحد.. (يوم العيد).

احتفالات شعبية
تقريبًا لا تُقام احتفالات شعبية في هذين اليومين، بل يزداد تواجد الأقباط في الكنيسة حيث يقضون فترات طويلة في الصلاة والخشوع كما هو الحال في بقية أيام أسبوع الآلام.
وأضاف: يبدو أن تقليد زراعة البذور يعود إلى عصور مصر القديمة، حيث اكتشف الأثريون ضمن الأدوات الجنائزية ما يُعرف بـ “الأوزيريات النابتة”، وهي هياكل خشبية على شكل أوزوريس “المحنط”، تحتوي على كيس من القماش الخشن. كان يُملأ هذا الكيس بمزيج من الشعير والرمل، ويتم سقيه بانتظام لعدة أيام، مما يؤدي إلى إنبات الشعير ونموه بشكل كثيف وقوي. وعندما يصل طوله إلى حوالي اثني عشر أو خمسة عشر سنتيمترًا، يتم تجفيفه ثم يُلف مع الأعواد في قطعة من القماش، وكانوا يأملون من خلال هذا العمل في تشجيع المتوفى على العودة إلى الحياة.