خاضت ناقلة كيماويات رحلة جاذبة للانتباه، وقد تؤدي إلى نقلة نوعية في عالم الشحن البحري وخفض الانبعاثات.
وأضافت شركة أودفيل (Odfjell) النرويجية للشحن المزيد من الإثارة لرحلة ناقلتها "بو أوليمبوس Bow Olympus"، بإضافة الوقود الحيوي لنظام الدفع، بعد تجربة ناجحة للدفع بواسطة الرياح.
ووفق دليل تقنيات الشحن البحري لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، فإن التسيير الهجين للناقلة عزّز خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 85%.
وتسعى شركة أودفيل إلى تعزيز سفنها بالمعدّات اللازمة لتقليص استهلاك الطاقة، وخفض الكثافة الكربونية، التزامًا بالمعايير الدولية ومبادئ المنظمة البحرية.
نظام دفع هجين
انطلقت الناقلة "بو أوليمبوس" في رحلتها بنظام دفع هجين، شمل: تحريك أشرعة سحب الهواء لزيادة سرعة الرياح، بالإضافة إلى استعمال الوقود الحيوي المستدام بنسبة 100%.
وكانت شركة باوند فور بلو (Bound4blue) الإسبانية قد ثبتت 4 أشرعة على ظهر الناقلة، في مارس/آذار 2025 الماضي.
وتُعرف هذه التقنية باسم أشرعة سحب أو شفط الهواء (Suction Sails) أو (eSail)، وتشبه الأشرعة التقليدية في التقاط هواء الرياح، لكن مع التعزيز بتصميم هوائي سميك للجناح يُتيح التحكم في زاوية الهواء وميله، حسب تعريف تقني منشور في موقع شركة أودفيل.
وتُدَعم هذه الأشرعة بمروحة لإدارة تدفّق الهواء حولها، وبذلك تتمكن المعدّات المختصة من جمع طاقة الرياح بكفاءة عالية، حتى في ظروف جوية متقلبة.
وبذلك تولّد الأشرعة والرياح (سهلة التشغيل والنقل) طاقة دفع تفوق الأشرعة التقليدية، بنحو 7 أضعاف.
ولم تكتفِ شركة أودفيل بالاعتماد على أشرعة الرياح، بل أضافت لناقلة الكيماويات وقودًا حيويًا مستدام المنتج عبر معالجة النفايات والمخلّفات بطريقة صديقة للبيئة.
رحلة الناقلة بو أوليمبوس
وصفت الشركة رحلة الناقلة بو أوليمبوس بأنها "علامة فارقة"، للدلالة على إمكان وصول قطاع الشحن البحري للحياد الكربوني، بوتيرة سريعة.
واستندت الشركة إلى بيانات ومعلومات رحلة الناقلة، لتأكيد سهولة تطبيق نظام الدفع الهجين تقنيًا، خاصة في ظل النتائج القوية لقدرته على تلبية أهداف الاتحاد الأوروبي لعام 2050 فيما يتعلق بخفض الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري.
كما تلبّي نتائج نظام تسيير "بو أوليمبوس" معايير الوقود التي أقرّتها المنظمة البحرية الدولية، حتى عام 2044.
وخلال كتابة هذه السطور، تواصل الناقلة -التي يُقدَّر عمرها بـ5 سنوات- رحلتها خلال المحيط الأطلسي، وتترقب الأنظار وصولها الشواطئ الأوروبية، في غضون وقت قريب.
واستعملت ناقلة الكيماويات الدفع بالأشرعة والرياح خلال أول رحلتين لها في المحيط الأطلنطي، بطول وصل إلى 22 مترًا، في ظروف جوية متقلبة.
وتابع الفريق التقني لشركة أودفيل تطورات نظام الدفع الهجين، سواء على متن السفينة، أو خلال الرسو على الشاطئ.
نتائج مبشرة
أسفر اعتماد الناقلة "بو أوليمبوس" على نظام الدفع بأشرعة الرياح عن نتائج مبشّرة، ووصفها نائب رئيس التقنيات في أودفيل "إريك جورتلاند" بأنها "فاقت التوقعات".
وأضاف أن النظام وفّر في الطاقة بما يتراوح بين 15 و20%، بما وفّر بمعدل يومي استهلاك 5 أطنان وقود، وتجنُّب إطلاق 15 طنًا من الانبعاثات.
وفي بعض الأجزاء من مسار الرحلة، تراجع استهلاك الوقود إلى 40%، طبقًا لما أورده موقع أوفشور إنرجي.
واستعانت "أودفيل" بتقنيات الذكاء الاصطناعي لضبط الطقس، وضمان استفادة الناقلة من تدفُّق الرياح.
ومع إضافة الوقود الحيوي المستدام لنظام الدفع الهجين، اختبرت الشركة إمكان تسيير الناقلة بمعدل انبعاثات أقل، ما يحقق أهداف الحياد الكربوني قبل الموعد المستهدف للقطاع بـ25 عامًا.
وتستهدف أودفيل خفض الكثافة الكربونية لأسطولها بنسبة 57%، وأظهرت الشركة مرونة في استعمال بدائل وقود عدّة عقب اختبارها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
