
استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فعاليات حفل توزيع "جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية" في دورتها الأولى، وذلك برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبشراكة بين مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية والبرلمان العربي.
و مثّلت الأمانة العامة للجامعة في هذا الحدث الثقافي الكبير السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية، نيابةً عن الأمين العام، تأكيدًا على التزام الجامعة بدعم المبادرات الرامية إلى النهوض باللغة العربية وتعزيز مكانتها.
وتأتي هذه الجائزة تتويجًا للرؤية الحضارية التي حمل لواءها الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، الذي كرّس حياته لخدمة اللغة العربية، وتمكين أجيال الأمة من التعلق بها فكريًّا وثقافيًّا.
والقي الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
أ.د. عبدالله بن صالح الوشمي كلمته
حيث تم الاعلان فوز المؤسسات في مجال “التخطيط والسياسات اللغوية”، وقيمتها ستون ألف دولار أمريكي وقد فاز به مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عن مشروعه “مؤشر اللغة العربية”.
وقال الوشمي في هذا اليوم البهيج يتحقق بُعد إضافي عميق لجمعتنا العربية، حيث نجتمع من أجل الهوية والثقافة العربيتين، وذلك لنحتفي بحفل الدورة الأولى من جائزة البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية، التي أُسستْ بالتعاون بين البرلمان العربي ومؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين.
وتنضم هذه الجائزة إلى سلسلة ذهبية من الجهود والمشروعات والمبادرات الثقافية العلمية التي تقدمها المؤسسة، خدمة لحضارتنا الخالدة، وتعزيزا لثقافتنا، وحفظا للغتنا
إن مشروع "مؤشر اللغة العربية" الذي فاز بهذه الجائزة الموقرة، يمثل خطوةً مهمةً في مسار الجهود المتواصلة لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في خدمة اللغة العربية، وتعزيز مكانتها العالمية، ونشر المعرفة اللغوية؛ تحقيقًا لأحد أهداف رؤية السعودية (2030)، وهو: (العناية باللغة العربية)،وارتباطا ببرامج تنمية القدرات البشرية.
وقد عمل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية على بناء مؤشر اللغة العربية، بأدوات علمية دقيقة؛ لقياس حالة اللغة العربية بالأرقام، منطلقين من أن ما لا يقاس لا يعول عليه، ولغتنا بثرائها وتاريخها وعمقها جديرة ببرامج ومشروعات عالمية عميقة تبتعد عن الانطباعات الإنشائية، وذلك استجابة لضرورة توفير البيانات قبل بناء الخطط المتعلقة باللغة العربية أو بالهوية الوطنية والثقافة بشكل عام. وليكون المؤشر أداةً استرشاديةً تساعد متخذي القرار لفهم واقع اللغة العربية للوصول إلى القرارات المناسبة المرتبطة بالمجالات الحيوية كافة (كالتعليم، والإعلام، والاقتصاد، والتقنية ونحوها)، ولسبر مستوى حضور اللغة العربية، والإسهام في توفير معلومات وبيانات يمكن أن تُبنى عليها المشروعات والمبادرات التي تعزز مكانة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إنَّ هذا المشروع يمثل نتاجَ عملٍ كثيف لمدة ثلاثة أعوام؛ حيث خضع إلى عدة خطوات من: (البناء، والمراجعة، والتقييم، والتحكيم، ثم جمع البيانات وتدقيقها ومراجعتها وتحليلها وإعداد التقارير النهائية لها)، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصصين؛ بَنوا مجموعةً من الأدوات والآليات؛ لقياس الوضع اللغوي للغة العربية حول العالم، وليمثل هذا المؤشر إضافة نوعية مستدامة في مسيرة العمل اللغوي، وذلك ضمن الدعم الدائم الذي نجده من صاحب السمو الأمير/ بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، ورئيس مجلس أمناء المجمع، والسادة أصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس أمناء المجمع، مع الشكر لكلَّ مَن شارك في نجاح هذا العمل من: (أكاديميين، وباحثين، وخبراء لغويين، وخبراء صناعة المؤشرات، وخبراءِ جمع البيانات وتحليلها).
هذا المؤشر حلقةٌ ضمن سلسلة أعمال المجمع ومنتجاته، الخادمة للغة العربية في مستقبلها، والمرتبطة بمجال (التخطيط والسياسات اللغوية) أو (الحوسبة اللغوية) أو (تعليم اللغة وتعلمها) أو (الثقافة اللغوية) بمفهومها العام. حيث يسعد المجمع بالعمل في أكثر من 40 دولة، وأطلق معرض اللغة العربية، وبرنامج أبجد لتعليمها، وشهر اللغة العربية في العالم، وجائزة المجمع وتحدي الإلقاء، ومؤشر بلسم لقياس مستوى نضج النماذج اللغوية الضخمة، ومنصة المستشار، ومنصة فلك، ومنصة سوار للمعاجم الرقمية، وسلسلة كلامنا، وستة مجلات علمية محكمة، وأكثر من 1500 بحثا علميا محكما إلى جوار سلسلة اللغة العربية في العالم، وتقرير مؤسسات تعليم اللغة العربية في العالم في 30 جزءا، ومنظمة السياسات اللغوية في العالم العربي، وغيرها
وشكري وتقديري العاطرين لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين وللبرلمان العربي نظير ما يقدمون من خدمات وإسهامات ثقافية علمية جليلة، راجيا لهم دوام التوفيق والنجاح في مشروعاتهم ومبادراتهم البناءة، والشكر موصول لأعضاء مجلس أمناء المؤسسة ومحكميها وفرقها البحثية، وتهنئة صادقة لشركائنا في الفوز بهذه الجائزة، ودعوة لعموم المؤسسات بالتفاعل مع هذه الجائزة في دوراتها القادمة لما تمثله من قيمة محترمة.