أعرب وزراء خارجية كل أيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورج والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، يوم الأربعاء، عن قلقهم العميق إزاء خطط إسرائيل لتوسيع العمليات العسكرية في غزة، مؤكدة أن المزيد من التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة الإنسانية في المدينة الفلسطينية.
رفض أوروبي لتوسيع الحرب في غزة
ويأتي هذا البيان بعد أيام من إعلان إسرائيل عن عملية عسكرية أطلقت عليها "عربات جدعون" ستنفذها في حال لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المتبقين لديها، إلا أنها أشارت لن تنفذ هذه العملية الا بعد أن يختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط في الفترة ما بين 12 إلى 16 مايو من الشهر الجاري.
وفي بيان مشترك، حذرت الدول الأوروبية الست من أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل كبير وتزيد من تقويض أي آمال في التوصل إلى حل سلمي قائم على حل الدولتين.
وذكرت في البيان:" نحن، وزراء خارجية أيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، نعرب عن قلقنا البالغ إزاء الخطط الإسرائيلية المعلنة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة وترسيخ وجود إسرائيلي مطول في القطاع. وهذا يعني تجاوزًا جديدًا للحدود، ويمثل تصعيدًا جديدًا وخطيرًا، ويهدد أي احتمالات لحل الدولتين قابل للتطبيق".
وأكدت المجموعة أن المزيد من التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة الإنسانية في غزة وتعريض الرهائن المتبقين للخطر.
وأعرب وزراء الخارجية عن معارضتهم الشديدة لأي تغييرات إقليمية أو ديمغرافية في غزة، وخاصة أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري لسكانها، ووصفوا مثل هذه الإجراءات بأنها انتهاك للقانون الدولي.
كما عارضوا بشدة أي نظام لا يضمن حصول جميع السكان على المساعدات الإنسانية. غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وهي ملك للشعب الفلسطيني، كما قالوا.
وأدان كبار الدبلوماسيين الحصار الإسرائيلي على المساعدات والإمدادات التجارية إلى غزة، مستشهدين بأكثر من شهرين من القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، ودعوا إلى رفعه على الفور.
دعوة أوروبية عاجلة لرفع الحصار عن غزة
واختتم البيان بدعوة عاجلة لضبط النفس، وإتاحة الوصول الإنساني، والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالوا:" السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس. كما ندعوها إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة والفعالة لضمان توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية العاجلة على نطاق واسع ودون عوائق، دون تأخير، وبالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية".
غزة تحت الحصار
وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن نحو 2.4 مليون شخص في غزة يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية.
منذ الثاني من مارس، أعلنت إسرائيل بإغلاق معابر غزة أمام المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع بالفعل. وقُتل أكثر من 52600 فلسطيني في غزة منذ أن شنت إسرائيل هجومها في أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وتواجه إسرائيل أيضًا قضية إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية بسبب حربها على غزة.