اتفاق المعادن بين أوكرانيا وأمريكا.. تصديق ...

ترامب وزيلينسكي

صادق البرلمان الأوكراني، اليوم الخميس، على اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة يمنح واشنطن حق الوصول التفضيلي إلى المعادن الاستراتيجية في أوكرانيا، في خطوة تأمل كييف أن تفتح الباب أمام دعم عسكري جديد رغم غياب ضمانات أمنية واضحة في نص الاتفاق.

وصوّت 338 نائبًا لصالح الاتفاق دون معارضة، بحسب ما أعلنه أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني. وقد قوبل التصديق بترحيب واسع داخل الحكومة، رغم تحفظات بعض المشرعين بشأن الغموض الذي يكتنف بعض بنود الاتفاق، لا سيما المتعلقة بإدارة صندوق استثمار مخصص لإعادة إعمار البلاد.

أوكرانيا تصدق على اتفاق المعادن الاستراتيجية مع أمريكا

قالت يوليا سفيريدينكو، النائبة الأولى لرئيس الوزراء، عبر منصة "X": "لقد صدق البرلمان الأوكراني على اتفاقية الشراكة الاقتصادية التاريخية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وليست هذه الوثيقة مجرد بناء قانوني، بل تمثل أساسًا لنموذج جديد من التعاون مع شريك استراتيجي رئيسي".

النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني ووزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو

ورغم هذه الإشادة، أثار بعض النواب مخاوف تتعلق بغياب التفاصيل حول كيفية إدارة صندوق الاستثمار المزمع إنشاؤه، وآلية مساهمة الطرفين فيه، وردًا على تلك المخاوف، نظمت سفيريدينكو مؤتمرًا صحفيًا في وقت مبكر من الخميس، أوضحت فيه أن الصندوق سيبدأ نشاطه خلال الأسابيع المقبلة، وأن نجاحه مرهون بمستوى المشاركة الأمريكية.

ومن المتوقع أن يتم الكشف عن ملحقين توضيحيين لبنود الاتفاق في وقت لاحق، بحسب مسؤولين أوكرانيين أكدوا أن بعض نتائج الاتفاق قد لا تتحقق إلا بعد عقد أو أكثر.

احتفالية عيد النصر الروسي

يأتي التصديق البرلماني قبل يوم واحد من العرض العسكري الروسي لإحياء الذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، في وقت تعاني فيه موسكو من تصاعد الضربات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة.

وتأمل كييف أن يعزز الاتفاق موقفها التفاوضي في أي محادثات محتملة لوقف إطلاق النار، والتي لم تحقق تقدمًا ملموسًا حتى الآن، وسط مطالب روسية اعتبرتها أوكرانيا غير مقبولة، مثل التخلي عن الأراضي التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها والقبول بالحياد الدائم، ووصفت كييف تلك المطالب بأنها بمثابة "استسلام غير مشروط".

وقف إطلاق النار في أوكرانيا 30 يومًا

في هذا السياق، أعربت أوكرانيا عن استعدادها لقبول اقتراح أمريكي بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، يمكن تمديده باتفاق الطرفين، فيما ردت روسيا باقتراح وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام فقط، بين 8 و10 مايو، مما يعكس الفجوة العميقة بين الجانبين.

البرلمان الأوكراني

ويمنح الاتفاق الذي تم توقيعه الشهر الماضي في واشنطن، الولايات المتحدة امتيازات تفضيلية في صفقات المعادن الجديدة في أوكرانيا، إلى جانب إنشاء صندوق استثمار يستخدم في جهود إعادة الإعمار خلال السنوات العشر الأولى من العمل به، كما يمثل تتويجًا لأشهر من المفاوضات المضطربة كادت أن تنهار في اجتماع وصِف بـ"الكارثي" بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير الماضي.

ورغم عدم وجود نص صريح يضمن مساعدات عسكرية أمريكية فورية، ترى أوكرانيا أن الاتفاق قد يمهّد الطريق للحصول على أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت، التي تشتد حاجتها إليها في مواجهة تصاعد الهجمات الروسية الصاروخية.

المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

من أبرز البنود التي تعتبرها كييف مكاسب سياسية، عدم إلزامها بإعادة مساعدات سابقة تقول إدارة ترامب إن أوكرانيا مدينة بها، إضافة إلى اعتراف الولايات المتحدة بطموحها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس زيلينسكي أن الاتفاق بصيغته النهائية يعدّ "أفضل بكثير" من المسودات السابقة، التي وصفها بعض السياسيين الأوكرانيين بأنها "استعمارية"، معتبرًا الاتفاق جزءًا من الجهود الهادفة إلى إصلاح العلاقة مع ترامب، الذي بدا في وقت سابق متحيزًا لصالح روسيا.

وفي تعليقات لها على فيسبوك، قالت إينا سوفسون، النائبة عن حزب "هولوس" المعارض، إن موقف ترامب يتغير بمقدار ملليمترات، لكن الاتجاه صحيح، مؤكدة أهمية الاتفاق رغم طبيعته التجارية، معتبرة أن كييف بحاجة إلى إثبات أنها "طرف بنّاء".

وأظهر استطلاع رأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن نحو 47% من الأوكرانيين يؤيدون الاتفاق، بينما يخشى 22% من تداعيات سلبية محتملة، ويعتقد 19% أنه لن يؤثر على أوكرانيا بشكل ملموس.