في ظل تصاعد التوترات بين الصين وواشنطن على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية والخلافات التجارية المتنامية، خرجت وزارة الخارجية الصينية بسلسلة من التصريحات القوية، تنفي فيها تقديم أي دعم عسكري فتاك لأطراف النزاع في أوكرانيا، وتؤكد في الوقت نفسه تمسكها بالحلول السلمية والدفاع عن مصالحها الاقتصادية في وجه ما وصفته بـ"الإجراءات الأمريكية الأحادية".
الصين: لا دعم عسكري فتاك لأطراف النزاع الأوكراني
أكدت وزارة خارجية الصين، اليوم، أن بكين لم تقدم أي أسلحة فتاكة لأي من أطراف الأزمة الأوكرانية، في رد مباشر على تقارير أمريكية وأوروبية تتهمها بتقديم دعم غير مباشر لروسيا.
وشددت الخارجية الصينية على أن موقف الصين "ثابت وواضح" من الأزمة، إذ تواصل دعم محادثات السلام وتدعو جميع الأطراف إلى الانخراط في عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الحرب.
التزام بالحلول السلمية والدبلوماسية
قالت الخارجية إن الصين ملتزمة بدفع الحوار وتعزيز مفاوضات السلام، مؤكدة رفضها لأي تصعيد عسكري أو توسيع دائرة الحرب. ودعت المجتمع الدولي إلى دعم مبادرات التسوية السلمية بدلاً من صب الزيت على النار.
رد قوي على الرسوم الجمركية الأمريكية
فيما يخص العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، حذّرت بكين من أن الرسوم الجمركية الأمريكية تُلحق ضرراً مباشراً بسلاسل الإمداد العالمية، وتؤدي إلى تعطيل الصناعات، ليس فقط في الصين، بل في الولايات المتحدة أيضاً، من خلال رفع التكلفة على الشركات الأمريكية والمستهلكين.
وحثت الخارجية الصينية واشنطن على "احترام القواعد التجارية الدولية" والكف عن اتخاذ إجراءات تمييزية قد تؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات الثنائية.
أمريكا تستعد لمواجهة "هيمنة الصين البحرية"
من جهته، قال الممثل التجاري الأمريكي إن بلاده تعمل على التصدي لما وصفه بـ"هيمنة الصين في القطاعات البحرية واللوجستية وصناعة بناء السفن".
وأكد أن إجراءات إدارة الرئيس دونالد ترامب في هذا المجال بدأت تؤتي ثمارها وستُستكمل بإجراءات جديدة لكبح النفوذ الصيني المتنامي في هذه المجالات الحيوية.
يأتي هذا التراشق اللفظي وسط تصعيد مستمر في العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، مما ينذر بتفاقم الصراع الجيوسياسي بين واشنطن وبكين، سواء على الجبهة التجارية أو في ملفات دولية معقدة كأوكرانيا وتايوان.
