سليمان عيد , فجع الوسط الفني صباح يوم أمس الجمعة بخبر وفاة الفنان الكوميدي د، الذي رحل عن عمر ناهز 64 عامًا، في صدمة أصابت جمهوره ومحبيه وأصدقاءه من الفنانين. الغياب المفاجئ جاء دون مقدمات، حيث لم يكن يعاني من أية أمراض أو مشاكل صحية معروفة في الفترة الأخيرة، وهو ما جعل من الخبر صاعقًا على قلوب محبيه، خاصة أنه كان حاضرًا قبل أيام قليلة في عزاء المنتج صلاح حسن، بوجهه البشوش المعتاد، وروحه الخفيفة التي لم تفارقه حتى لحظاته الأخيرة.

وداع حزين في جنازة مؤثرة لـ سليمان عيد
شهدت جنازة الفنان الراحل حضورًا فنيًا كثيفًا من أصدقائه وزملائه، الذين جاءوا لتوديع رفيق مشوارهم الحافل. اتشحت الوجوه بالحزن، وانهمرت الدموع، خاصة من الفنانين المقربين مثل أحمد السقا الذي كان أول الحاضرين، وظل متأثرًا طوال الوقت. كما حضر الفنان هاني رمزي، وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، والفنان محمود عبد المغني، ووقفوا بجانب بعضهم البعض في لحظة وداع موجعة.
الفنان مراد مكرم شارك في حمل النعش إلى جانب عائلة الراحل، في مشهد مؤثر يعكس محبة الجميع له. كما حضر الفنان محمد إمام الذي لطالما تحدث الراحل عن علاقته الوطيدة بوالده الزعيم عادل إمام، إضافة إلى الفنان إيهاب فهمي. وقد امتلأ المكان بجمهور ومحبي “جوكر الكوميديا”، الذين جاؤوا يلقون عليه نظرة الوداع الأخيرة، بعد مسيرة طويلة أغنى فيها السينما والدراما بروح مرحة وبصمة لا تُنسى.
زوجته منهارة وآخر ظهور فني يحمل دلالة غريبة
انهارت عبير، زوجته ، خلال مراسم الجنازة، وبدت غير قادرة على تمالك نفسها من شدة الحزن، وتولى أفراد من العائلة مساندتها. الصدمة كانت واضحة على وجوه الحاضرين، الذين لم يتوقعوا أن يودعوه بهذه السرعة، خاصةً أن آخر أعماله في السينما كان فيلم “فأر بـ7 أرواح”، وقدم فيه مشهدًا ظهر فيه كجثة هامدة، وكأنها كانت إشارة غير مقصودة لنهاية قريبة.
ورغم تنوع أدواره، فإنه قلما قدّم أدوار الشر، إلا أن استثناءً نادرًا كان ظهوره في مسلسل “في ساعته وتاريخه”، ضمن حكاية “تفاحة”، بدور طبيب يتاجر بالأعضاء عبر الإنترنت المظلم، وقد نال إشادة لصدق أدائه رغم ابتعاده المعتاد عن هذا النوع من الشخصيات.
مبادئ ثابتة وصداقة لا تُنسى
في لقاء سابق له مع الإعلامية ياسمين عز، تحدث عن فلسفته في الصداقة، مؤكدًا أنه لا يفضل الإزعاج أو فرض نفسه على أحد، وكان دومًا صديقًا خفيف الظل لا يطلب شيئًا من أحد. قال في حديثه: “أنا مبحبش أبقى مزعج، ومبكلمش حد عشان أطلب شغل، أنا بطبعي راضي، حتى لو قاعد من غير شغل ما بزعلش من حد”، مشيرًا إلى أنه كان صديقًا وفيًا لمعظم نجوم جيله والأجيال التالية.

وداعًا سليمان عيد: 291 عملًا ومسيرة حافلة بالضحك والإنسانية
رحل بعد أن ترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا بلغ 291 عملًا، تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، وكانت آخر مشاركاته في الموسم الرمضاني 2025 من خلال مسلسل “قهوة المحطة” بدور “أبولوجي”. ورغم أنه غالبًا ما لعب دور “صديق البطل”، إلا أن إفيهاته وأدواره ظلت محفورة في الذاكرة، وأضحك بها أجيالًا دون أن يسعى للبطولة المطلقة. وداعًا، فقد كنت نجمًا من نوع خاص، لا يحتاج للضوء ليُرى.